الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

حينما يبكى الرجال .. عبد الكريم ذهب ليطالب بحق والده فزوروا جنسيته و إضطهدوا عائلته !

إيناس كمال :




يبدو أن الثورة لم تخرج عن حدود الميادين فقط و لم تخترق الأنظمة الفاسدة بعد حتى الآن و لم تصل إلى أكثر المؤسسات حظا و أوفرها حظيا بتأييد الشعب المصري وهى المؤسسة العسكرية فإلى الآن يثبت تورط النظام البائد يوما بعد يوم فى العديد من قضايا الفساد ولا يحرك المجلس العسكري ساكنا لإتخاذ أي إجراء للتحقيق فيها مما يدعو للشك بل التأكيد على نواياه السيئة تجاه الشعب المصري وطرح العديد من التساؤلات حول تورطه بأي شكل من الأشكال بها .

فى حلقة الأحد 12 ديسمبر 2011 من برنامج ماشيت من تقديم الإعلامي جابر القرموطى على قناة أون تى فى تم فتح ملف جديد يثبت تورط وتكاتف أجهزة الأمن على الشعب المصري سواء الداخلية أو القوات المسلحة و ترى صاحبها وهو "عبد الكريم حسين عرفة حسين" والذى كان جنديا سابقا فى سلاح الحرس الجمهوري يحال إلى التقاعد إجباريا فى الثلاثين من عمره و تلفق له قضايا مخدرات وسلاح و يتم تزوير جنسيته من المصرية إلى الفلسطينية جزاءا لمطالبته بالتحقيق فى قضية قتل و تعذيب والده "حسين عرفة حسين " والذى كان يعمل إماما وخطيبا لمسجد و رفض أن يكون مرشدا لأمن الدولة فتم إعتقاله بعد تلفيق قضايا إنضمامه لتنظيم الجهاد و القيام بعمليات إرهابية عام 1991 وتوفى بعد أربعة أشهر قضاها معذبا بشتى ألوان العذاب بنفس العام عن عمر ناهز ال 75 عاما و حتى الآن لم يحقق فى واقعة قتله و تعذيبه.

تقدم عبد الكريم إلى مدير نيابة بندر بنها والمحامي العام بأكثر من 139 مستند يثبت مصريته ومصرية عائلته التي تتعرض للإضطهاد وتعانى بسبب تشويه سمعتهم على حد كونهم غير مصريين و إلى الآن لم يتم العمل بها الأمر الذى جعله يفقد الثقة فى عدالة الدولة و قضائها فلم ير إلى الآن ما يثبت نزاهتها على الرغم من ثقته فى وجود بعض الشرفاء داخل جهاز الشرطة و العسكرية على حد قوله .

"اللى كان بيطالب بحقه بينداس بالجزم ! " هذا ما صرح به عبد الكريم حينما سأل عن الإضطهاد الذى تتعرض له عائلته بسبب مطالبته بالتحقيق مع أمن الدولة لتسببها فى مقتل والده و حينما سأله عن وزير الداخلية السابق صرح عبد الكريم فى إعتراف له " لو طولت مدير مكتب وزير الداخلية السابق فدفنه وهقطعه بسنانى لأنه السبب فى تدمير حياتى " .

ويحكى عبد الكريم عن إحدى وقائع إضطهاد أمن الدولة له حينما قامت مباحث أمن الدولة بإعتقاله عام 2008 حيث قاموا بتعذيب وضرب أفراد أسرته وتروعيهم , وفى نصيحة على لسان عبد الكريم توجه بها لوزير الداخلية الحالي لكونه إنسان نظيف فعليه أن يأخذ حذره من "التعابين" الذين مازالوا يتواجدون من النظام البائد بالوزارة ويقومون بإفسادها .

لم يطلب عبد الكريم المحال أو"لبن العصفور" فمطالبه تعكس بساطته ووطنيته فهو لم يطالب سوى بمعاقبة الجناة المتسببين فى مقتل والده والذى لم يكن له أى علاقة بالسياسة "من قريب أو بعيد" على حد قوله و معاقبة المتسببين فى معاناته و عائلته من الإضطهاد من قبل جهاز أمن الدولة و تزوير جنسيتهم و طرده من عمله و كذا العيش بحرية وكرامة , كما تمنى أن ينول الشهادة بشارع محمد محمود جراء ما يحدث له و على الرغم من وجوده هناك و إصابته بالإغماء جراء إستنشاقه للغاز .

وختم عبد الكريم حواره بحالة إنهيار و بصرخة مدوية نابعة من أعماق قلبه لمست قلوب كل من شاهد معاناته بعد تمنيه و إبنته "نغم" المعاملة الجيدة من المسئولين عن الحال فى مصر و مراعاة القوات المسلحة لهم وطرد شبح الإضطهاد والمعاناة التي لازمت أسرته على قرابة العشرين عاما ظلت خلالها أسرة عبد الكريم تعانى ألوان و أشكالا مختلف من الإضطهاد و العذاب و الظلم والقهر فهو فى النهاية مواطن مصري بسيط لم تساعده الظروف حتى يكون أحد أبناء المسؤولين أو القابعين على السلطة فى الدولة أو من اللصوص أصحاب المليارات كما يبدو أن الحال فى مصر لم يتغير ولن يتغير فى ظل ثورة لم تكتمل بعد تقبع على أنفاسها سلطات عسكرية من بقايا نظام فاسد تشاهد و تتابع وتأمن بعين فى غاية البجاحة ما يحدث للشعب المصري ولا تحاول أن تحرك ساكنا لمساعدته وكأنهم يحكمون دولة أخرى .

للتواصل عبر الفيس بوك : http://www.facebook.com/NOSLESAN