الجمعة، 11 مايو 2012

عانس .. فى العشرين !!





نعم .. عانس فى العشرينات من العمر هكذا جعلونى بإستفزازهم لى و حديثهم فقط و دوما عن الزواج و الارتباط و كأن الله ماخلق الأنثى إلا للزواج و الإنجاب و لمتعه الرجل فقط .
دوما يربطون نجاح الفتاة بالزواج يلاحقونها طوال سنين عمرها بالحديث والحكايات والروايات عن الزواج مذ طفولتها مرورا بمراهقتها وحتى دخولها مرحلة الشباب والفوران الأنثوى كما يطلقون عليه وحتى تحصل على لقب عانس والبركة فيهم .
"متى تكبرين و تصبحين عروس؟! "
" ماشاء الله كبرت و أصبحتى عروس"
" هل هناك أحد ما ؟! هل تفكرين بالزواج ؟!"
"لماذا كل هذه الأناقة؟! هل هناك خروجة مع احد"

مرحلة الطفولة

ففى طفولتنا ينحصر الحديث و فقط عن الزواج وامنياتهم لى بأن أكبر حتى اصير عروس و البس فستان ابيض و يحيلون الدنيا لى وكأنها فقط زفة و كوشة و نطع يجلس بجوارى لزوم الديكور وانا متأنتكة و بفستان ابيض او فحلقى او حتى سكلمونى اللون المهم ان اكون عروس .

مرحلة المراهقة

فى مراهقاتنا تنحصر نصائحهم فقط بالصبر و عدم التعجل بانجراف المشاعر نحو أحد ما فلربما كان هناك أحد ما "لقطة " سياتى بعد فترة وجيزة ولكن لا يهتم أحد بالدراسة او امنياتى او احلامى او ماذا اريد ان افعل فى مستقبلى الذى لا يحوى فى اى من فصوله "شابتر العريس" او الزفاف.

مرحلة الشباب

فى المرحلة الجامعية اواخر المراهقه وبداية الأنوثة الحقة أصبحت اتمتع بلقب جديد "الانسة"  فى البداية كنت أنشكح بهذا اللقب لكن سرعان ما كرهته نتيجة تزامنه مع إرتباط صديقاتى و أقربائى و كل واحدة منهن أصبحت لا تذكر ولا تروى شيئا سوى تفاصيل ارتباطها و قصة الحب العنيفة التى جمعتها بالمحروس وتتباهى بلقب خطيبة فلان او مدام علان .
ودوما ما كانت تنتهى أحاديثهم معى بدعوة غير صافية النية "ربنا يرزقك انتى كمان يارب بقا عاوزين نفرح بيكي" وأشعر وكأنها تنفق على من مالها الخاص وتتمنى أزاحتى إلى بيت العدل حتى ترتاح من همى و كأننى "كالو ينخر فى قفاها"



الصديقات الأنتيكات

وكم كن لطيفات معى هؤلاء الصديقات فواحدة تدعو لى من تحت الضرس والأخرى تسألنى يوميا "ها لسه ربنا ما ارادش ؟!" أشعر وكأنها تنتظر إرتباطى أكثر منى ومن أمى ومن عائلتى كلها و هذه صديقه اخرى تروى لى عن فتى تريد الإرتباط به لكنه البعيد "جبله" لايقدرها ولا يشعر بها ولا بحبها الفظيع له



والأخرى تشبه سمير صبرى فى فيلم البحث عن فضيحة تروى لى كيف أستنصح و أكون بت واعيه وناصحة و كيف لا أطير الشاب الذى يعجبنى بتصرفاتى الحسنة النية – على حد قولها - وكيف لا اكون هبله وواقعه او مدلوقة و كم إنبهرت بهذه الفتاة و قلت فى بالى "يا ناصحة زمانك عمرك ما هتقعى فى مشكلة" ولكن ها هى 3 خطوبات فاشلة و زيجة انتهت بالطلاق.

كم أصبحت أكره زيارة أو محادثة الصديقات المرتبطات المخطوبات أو المتزوجات فالمخطوبة زنانة كثيرة الرغى عن المحروس الذى لم تلده ولادة الذى تجرأ لخطبتها و يمطرها بوابل من الكلام المعسول ليل نهار وكيف انهم يرغون فى الهاتف طوال الليل "سميحة وصلاح يا اخواتى اقفل بقا يا صلاح لا اقفلى انتى الاول" و كيف تستعد الهانم والبيه لتجهيز العش الجميل الذى سيجمع العصفورين الامورين اليوم السجاد غدا النجف بعده الستاير وكانى اصبحت عبد الرحيم عمرو اتذكر على الفور اعلان شيبسى ديلاتس "عشان ما تتنفخش من المللللل " .



أما المتزوجة فجل حديثها كله عن الأكل و الطبيخ و الهرى فى التنظيف و الغسيل و البيه الذى لا يساعدها بعدها تبدأ الحديث عن سبع الرجال بتحفظ شديد و تنهى حديثها بالدعوة الشهيرة "ربنا يرزقك يارب واحد زى جوزى كده " اكتم ضحكتى وصرختى فى آن واحد " واقول فى بالى تك خيبة عليكي و عليه ده انا انتحر لو اتجوزت واحد زى جوزك الحمد لله على نعمة السنجلة " وبعد أن يتمدد قولونى و تنفجر مرارتى داخليا أخذ القرار الذى أصبح معتادا وهو ألا ازور هذه الصديقه مرة أخرى .

اللهم طولك ياروح

أما عن العائلة الكريمة فحدث ولا حرج غانيك عن الوالدة التى تدعو ليل نهار فقط بالزوج والعريس والفستان وعائلتى اللذيذة فى كل مناسبة يرون فيها وجهى الكريم حتى لو يوميا فتعاد نفس الأسئلة المكررة التى أنطقها فى سرى حينما يقفون فى وجهى فتتزامن كلماتنا سويا " انتى لسه مفيش حاجه ؟ ربنا يرزقك انتى كمان وتروحى بيت عدلك بقا يارب نشوفك بالفستان الابيض شكلك مش ناوية هو مفيش حد بيتقدم ولا ايه هو انتى بترفضى شكلك مقفلة ومش عاوزة يابت وافقى بقا انتى طلباتك كتيرة تنازلى شوية "



الأمر الذى جعلنى أكره ملاقاة أحد منهم فى المناسبات و اسمع صراخ بداخلى يطق "ياعالم يا بشر فى مليوووووووون موضوع نتكلم فيه غير الجواز البنت ليست بقرة تباع وتشترى و تحلب و تولد بس البنت اصبحت مثقفة متعلمة ليها مستقبل تناطح الرجال فى العمل تخرج و تسافر وتناظر و تحاور البنت انسان كائن ترسم مستقبلها لا تنتظر من احد ان يرسم لها و يحدد لها مستقبلها ولها علاقات اجتماعية والحياة ليست الزواج فقط الحياة اثبات كيان ووجود لكائن إسمه الانثى"

خالتى اللتاتة

فعلا لدى من الخالات ما يجعلن أى إنسان يسكن فى الاسكيمو يغلى نارا فإحداهما تريدنى ان أكون عروس فقط حتى تزغرط فى الفرح والأخرى تريدنى ان اصبح عروس لاحد النطوع الذى يدعى "عريس حلو " على حد قولها واقنعها انه ليس من اريد و ولا فتى احلامى لكنه يعجبها هى "وخسارة يطير من ايدي " وحينما اعترض على شىء ترد بمنتهى البساطة "الموضوع بيرجع للراجل مش للست راجل البيت هو اللى بيحدد كل حاجه والست توافقه على اى حاجه وتأقلم حياتها عليه"

النصيب

حينما فشلت محاولة الشروع فى الإرتباط عاودن الصديقات الالتفاف حولى من جديد ليمطرونى بالحديث عن الزواج "معلش نصيب بكرة تاخدى اللى احسن منه تستاهلى كل خير" وكم اتمنى تفجيرهن بقنابل ديناميت فلا تتحدث معى احداهما عن عملى او هوياتى او كيف اقضى وقت فراغى او كيف انجح فى خططى المستقبلية التى يعرفها الجميع لكن اشفق عليهم من التأثر بمن حولهم فأكيد لديهم من المحاصرين والزنانيين ما يكفى لتحويل بوصلة القطب الشمالى لتشير إلى الجنوبى بدلا منه .

ختاما

أنا فقط من يخطط لحياتى لذلك قررت حتى أرتاح من الصداع الذى كاد يفتك برأسى و قولونى ومرارتى وأن أتخلص من زن الأهل أن الفتاة مصيرها فقط الزواج وعقدتهن المتوارثه "اما عن ستا " بالإنتساب إلى زمن الجوارى الذى لا تكون فيه الأنثى سوى اداة جمال تتحرك من اجل عيون الرجل فهى تتزوج الرجل و تنجب فقط للرجل وتتزين للرجل نعم خلقنا الله شقائق الرجال لكن الزواج أحد الامور التى خلقنا من اجلها وليس كلها وليس الزواج هو الأمر الوحيد الذى يثبت لهم أننى نجحت فى حياتى ولن أدع الأخرين يخططون ويرسموها لى على هواهم ولا يعنى أحد هل تزوجت أم لا ولن أجعلهم يحصرون أحلامى فقط فى الزواج فلدي مستقبل وآمال وأحلام بيدي لا بيد أحد .