الأحد، 15 يناير 2012

مجرد وجهة نظر فى انسحاب دكتور البرادعى

ايناس كمال :


عامان قضاهما د.البرادعى داخل قرى و نجوع و حوارى مصر جالس الفقير و الغنى الجاهل و المتعلم , النساء و الفتيات و الشيوخ و الاطفال والبسطاء من المصريين استمع لمطالبهم والتى كانت "التغيير" بدأ خطته على الفور بالنزول إلى الشارع لم يكتف فقط بكتابة المقالات أو سرد الأخبار أو التمحك بالنظام الحاكم كوسيط بينه و بينه الناس على الرغم من المدة القصيرة التى قضاها بالعمل السياسى داخل مصر – كما يزعم البعض – إلا أن التاريخ الذى صنعه البرادعى فى هذين العامين لم يستطع غيره أن يفعله فى عشر سنوات فهو أول من قام بالتغيير وليس "اول من طالب بالتغيير" وحتى لا أظلم أحدا فهناك العديد من الشرفاء الذين طالبوا بالتغيير أمثال دكتور أيمن نور و حمدين صباحى وحركة كفاية وتعرضوا هم أيضا لشتى أنواع الإضطهاد .
تفاعل د.البرادعى مع المواطنين وبدأ على الفور حملة جمع توقيعات لحملته لتغيير قوانين الرئاسة والترشح عن طريقة جمعية "الجمعية الوطنية للتغيير" و على الرغم مما لاقاه من محاولات مستميتة لتشويه سمعته الشخصية بدءا من تغيير جنسيته و علاقته بأمريكا و علاقته بغزو العراق وحينما لم تفلح كل تلك المحاولات بدأ فى تشويه عرضه و سمعة أبنته و زوجته ثم محاولات التصدى لحملته والتعرض لها بالضرب والطرد.
قاربت حملته أن تحقق الحلم و تجمع ما يقرب من المليون توقيع وعلى الرغم من تصريحات النظام الفاسد وقتها بأن هذه التوقيعات لا قيمة لها إلا أن أمل وتفاءل د.البرادعى حفز ودفع الكثيرين إلى التفاؤل أيضا و جاءت الثورة لتوكد على هذا التفاؤل و أيدها بشدة د.البرادعى ولم يتخاذل و لم يكفر و لم ينهر من دعى لها على العكس تماما رأى أنها فرضه لتحقيق أولى خطوات الديموقراطية والتغيير الذى طالما حلم به من أجل مصر.
ساند البرادعى الشباب ووقف بجوارهم لم يكن هدفه الترشح لأى منصب حتى ولو شرفى ولكن إصرار محبيه ومريديه (على الرغم من أنى لست منهم ) دفعه لإعلان نيته الترشح للرئاسة طالما أن مصر تمر بفترة تشهد فيها أولى ملامح الديموقراطية الحق وأنه يستطيع بخبرته العالمية وحنكته السياسية أن يشارك فى بناء مصر الجديدة .
وجهة نظر أراها و هى أن د. البرادعى يرى الآن أن الثورة فى حالة تراجع بل فى حالة إختفاء وأهدافها أصبحت قاب قوسين أو أدنى من التلاشى فكيف تقوم إنتخابات رئاسية ديموقراطية نزيهة فى ظل هذه الظروف التى تستمر بها حتى الآن التزوير و التزييف والقمع للحريات وأتوقع أنه على علم أن نتيجة إنتخابات الرئاسة ستكون محسومة كالإنتخابات البرلمانية التى هللنا لها و هى فى الأصل مزورة لم يكن التزوير فى الأوراق فقط لكن إمتد لتزويرالعقول أيضا لذلك دعى الشباب للصمود والتصدى بقوة لمحاولات تشويه و قتل الثورة وأعلن مشاركته لها حتى وإن كان عن طريق التخلى عن ترشحه للرئاسة فهو يعلم أن نظام مبارك لم يسقط بعد ومازالات ذيوله تحكم مصر إلى الآن متمثلة فى المجلس العسكرى .