الأحد، 25 يناير 2015

أنا لا أكتب ولكني أتجمل


أشعر كأن كل شئ يهرب مني حتى أحب الأشياء إلى قلبي وهو الكتابة ، أول مرة اشعر ان الكلام يخوني لوصف ما اشعر به دوما كانت الكتابة حاضرة ودوما تسعفني يدي اما بالكتابة على الاوراق او طرقعة مفاتيح الكي بورد لكن هذه المرة تتمرد اصابعي علي

اربط دوما الاحساس باصابع يدي لعشقها للكتابة دوما ذلك الشعور باللذة والنشوة الذي اشعر به كلما شرعت في الكتابة مقال كان او موضوع صحفي او قصة "صغيرة" او موقف ما او ربما استاتيوس فيس بوك او تويتة لذاذة فالفم كأني التهم قطعه شيكولاته اذوب بها وفيها ولها ولا ارى او اسمع شيئا اخر بخلاف صوت اصابعي وهي تكتب ولا ارى مااكتب باحساس وصدق الا فور انتهائي منه

كل ما اشعر به حينما تهتز الحروف امامي هو شعور بالنشوة ربما يصف جزءا من احساسي وقتها لذلك اشعر باصابعي واحبها وادللها دوما واحادثها بين الحين والاخر واعشق تفاصيل كل اصبع ووظيفته في الكتابة اعشق الجمل والحروف والكلمات واتغزل بها وكأنها ابني اشعر بدقات قلبي وانا اكتب 

مسلسل كوري اسمه "قبلة مرحة" لفت نظري فيه جملة غريبة ممكن جاءت في وقتها حينما احتار الابطال وهم شباب في الثانوية العامة اثناء دخولهم للجامعة وبعضهم لا يعرف مجاله وموهبته حتى يتمكن من التقدم للجامعة التي تدرسه فأجاب احد الابطال "مجالك ستعرفه حينما يدق قلبك وانت تفعله"
وهو ما اشعر به اثناء الكتابة اشعر بدقات قلبي اتذوق كل حرف ووقعه على لساني وكأني اقابل حبيبي اتغزل بالحروف كما أتغزل في قسمات وجهه وكامل جسده وشعره ولطالما كان اول شئ انظر اليه هو يدي الحبيب كيف تكون وكيف يكون احساسه بالكلمات مكتوبة كانت او مقروءة

لا اكتب بمجرد اصبعين او ثلاث بل بكلتا يدي لا ابخل على شعوري المؤقت وقتها بان تسانده جميع اصابعي واثق بها ان اغمض عيني اثناء الكتابة لافاجئ بما تكتبه يدي فور ذهاب شيطان الكتابة من عيني لأرى ماكتبت واتفق مع كل حرف
اكتب ربما لاشعرني انه ماعاد ينقصني شئ او لاعوض احساسا بالخيانة بالثقة بي وبذاتي وبان شيئا ما سيستمر ويبقا معي على الدوام ، خسارات ماعدت اتحملها 

-----------------------------------

كفاية ، قولتها لنفسي كتير وانا اجد نفسي بين الحين والاخر اخسر شيئا ما مني ربما حبيب او صديق او وظيفة او صفة ما في
ضياع حب غدر خيانة صداقة ود محبة كذب خداع شوق لهفة احتياج حرمان واحاسيس اخرى ربما اختبرها كل فترة كأن بي ان اعيش توصيفا جديدا لها او ربما احتاج ان اتعرف لهذه المصطلحات كل فترة 

كل فترة يتغير لدي كل مفهوم ، مفهوم الحب ماعاد لدي كما كان بالسابق 
مفهوم الكذب مفهوم الاغواء مفهوم السيطرة كل احساس يتملكني فترة ثم يرحل بعدما ينقش داخلي سطرا جديدا لم يكتب بيدي
لماذا لا استطيع الكتابة هذه المرة عن تجربة .. بل تجارب عدة عشتها بهذه الفترة القصيرة .. هو عام صحيح لكنه مر كأعوام ولماذا اشعر اني انتهازية ومحبة للسيطرة وانفعالية اصبحت انا اكثر من اللازم وبدلا من احساسي بتقبلي لما اراه جدعنتي اراها ضعفا ان افكر بالاخرين قبلي ثم ارى كيف اصبح انا الخاسرة

لماذا لا استطيع التنفيس كما أفعل كل مرة بالكتابة ولا اهتم برأي احد كما ادعيت كل مرة لماذا لا اجمل نفسي هذه المرة ولماذا لا احتاج تأييدا ودعما داخليا من ذاتي ومن اصابعي التي ماعدت اشعر بها كنت اقول للمقربين مني اني اكتب اسرع مما تفكر رأسي في الكلمة التي اكتبها فيضحكون لا يشعرون ان اصابعي تسبقني في التفكير .. والله يحدث 

والغريب اني لم اجد تفسيرا لهذه الحالة لماذا تعتبر اصابعي نفسها محددة لمصيرها ومصير الكتابة ومصير شعوري واحاسيسي الداخلية والافكار التي تدور برأسي ولا اعرف حتى لماذا تختار ان تكتب باصعب مفردات اللغة كأن بها لا تريد ان تكون سهله في القراءة صعوبة في التجربة وصعوبة في الوصف وصعوبة في القراءة لا شئ يبدو سهلا على الدوام ولا حتى ما تكتبه

ولماذا هذه المرة اصبحت ترى نفسها مستقلة ومن حقها التمرد ولماذا لا تستمع لصوتها او لصوتي الداخلي ولماذا لا تساعدني كي اتجمل واكمل دور الضحية الذي اشعر فيه بالامان يابخت من بات مظلوم ولا باتش ظالم طظ الف طظ في من اخترع هذه المقولة عانيت بسببه الله يهده

وضعت نفسي بعدة اماكن لاشرع ان اكتب ثم اغلق على الفور اكتب ورقات كثيرة ثم اقطعها انتشل نفسي من نفسي بتغيير المكان لكن مازلت انا لم اتغير كل مافيي اني اصبحت حزينة بسبب يدي بسبب ما تفعله بي ليتها تسمعني وتعرف اني احبها واصالحها لاكتب ثم اكتب ثم اكتب لعلني اعرفني اكثر اتوصل لذاتي اصالحني على نفسي التي كنت على وشك خسارتها لاستعيد قوتي واتزاني وجمالي واتجمل واتحمل واواصل واكمل بلا توقف الطريق صعب وطويل جدا ولست بحاجة لخسارة جديدة ان يتمرد على احب ما املك في جسدي وهو يدي

الأربعاء، 14 يناير 2015

راقصة عمياء







تنتظر مرور تلك الثواني المعدودة بتثاقل على قلبها، تتمنى مرورها باشتهاء كتمنيها للموت، بين انتهاء تصفيق الحاضرين لرقصتها المثيرة التي طالما اشتهرت بها وجذبت المعجبين والمغرمين ليس حبا لها بل لجسدها وضحكاتها الرقيعة والساخنة، فاصل زمني رتيب بينها وبين تركها لخشبة المسرح في دلال وغنج..

تودع المعجبين وترفض دعاويهم للسمر والسهر بصحبتهم، تتخبط بين أجساد متلاصقة تنزلق في كؤوس الفودكا والتيكيلا من شدة التعرق من شهوة لا تطفئها آلاف القبلات والأحضان العابرة تلقيها لمعجبيها، تستمر في ابتسامتها العذبة باستمرار حبوها نحو غرفتها، تغلق الباب في إصرار وتتحسس جهاز الكاسيت لتدير محطة القرآن الكريم لينبعث منها صوت عبدالباسط عبدالصمد، كم عشقت صوته.. تدير ظهرها للباب الذي ولجت منه، لتخلع عنها بدلة الرقص في استهتار وغضب..

دقائق معدودة تقضيها بالاستحمام .. هي تعتقد أن الماء الساخن يغسل الهموم ويزيل الذنوب، ببكاء هستيري تحدث نفسها "لا تأخذ مني البصيرة كما أخذت البصر"، تتحسس طريقها لصندق صغير أخفته خلف طاولة تعج بزجاجات الويسكي، تخرج عباءة الصلاة وترتديها ثم تفترش سجادة وثيرة صغيرة وتشرع في الصلاة .. تنهي صلاتها ثم تتعثر بحائط يجاورها .. أخطأت باحتساب إخفاءه عن قبلتها ..

الجمعة، 10 يناير 2014

ليس بشاطئي





أية سخرية تلك يقصدها القدر حينما ترسو سفينة أحلامك على شاطئ لا يخصك، ليس بشاطئك المنشود؛ لكنه مريح جدا، ليس ملائم؛ لكنه لن يرفض احتضانك حينما تخفق، شاطئ يعدك دوما بالراحة والاسترخاء والشفاء من آلامك ووحدتك.

اعتدت التلصص بين الحين والآخر على الشطئان المجاورة عسى أن يقودني القدر إلى شاطئي يوما؛ رب صدفة أخرى تجعلني أرسو لتستقر تلك السفينة التي أوشكت مؤنها على النفاذ أستزيد وأستظل قبل الموت جوعا وعطشا للحب.

أحلام عابرة وسراب خطى بشرية تتبعتها لأجد نفسي بين أحضان الطبيعة؛ نظرة كتلك تجعلك تسلم وتقسم أن لا أحدا وطئها قبلك، أنت أول من سيغتال عذرية هذه الأرض ويستبيح كل ما فيها.

تصورت أني وجدتها مرات عديدة سابقة.. أني وجدت تلك الأرض التي تناسبني جدا هي تماما مناسبة كسفينتي؛ لكنها من إحدى سخريات القدر.. التي اعتدتها.. ألا تكون أرضي ولا أكون سفينتها التي تبحث عنها، مرة أخرى وجدت أرضا اعتقدتها أرضي واستقررت عليها لبضعة أشهر أتزود منها وأزيدها وكدت أتحطم قبل نفاذي وامتلائها.

لن أنس تلك النظرة التي انهارت أمامها قلاعي وحصوني المنيعة التي رحت سنوات عديدة أشيدها، نظرة كتلك كفيلة أن تذيب أطنانا من الجليد العاطفي، أحسست يومها أنه يحتضنني بعينيه، لم أقدر على التفوه بكلمة صرت مدهوشة أتجول بين مقلتيه حاسدة نفسي على كل هذا الحب الذي لا استحقه وتلك الأرض التي لا تخصني لأرسو عليها وتلك العصافير التي تشدو باسمي مرات ومرات وأنا أصم أذني عنها عمدا.



نضب لا إرادي لسيل من الكلمات، جف حلقي لسنوات مذ بللته نظرة كتلك، ويد حانية تشملك لتخضر كل تفاصيلك الذابلة.. السر كان يكمن في شيئين لمسة حانية، نظرة حاضنة وقاسية في آن واحد. كدت من فرط حنانها أقول "من فضلك احتضني بقوة"!.

سنوات عجاف مرت بتلك الأرض العجوز ولم يزل شبابها يانعا يفيض حبا ويروي عشقا ,غزلا؛ اهتماما لا تطمح أن تصل إليه، وزهورا لن تراها بأي شاطئ تتمناه.. عيون لامعة تقسم أنها تنزف وجدا.. فقط.. لك ! وأصوات البلابل والعصافير تغني لاستقبالك.. كل مرة!

ليس هو الكهل بل أنا، ليس قلبه من شاب بل أنا، بستانه مخضوضر وبستاني صحراء جرداء لن تنبت فيها أزهار ولن يرويها الماء.

أسرارا عديدة أردت البوح بها علني أرتاح، تجمدت شفاهي وبت أنطق كلمات لست أعنيها، ولم تكن تلك التي كنت أرتب لقولها على مدار شهور طويلة.. أكسر كل مرة لوح خشبي بسفينتي، أثقبها لأغرقها؛ أردت أن أعيبها.. حتى لا يسرقها أحدهم غصبا..

من الممكن أن تكون جردائي حسدت يُنوعه، وأرادت النيل منها، لماذا أكون وحدي الجافة واليابسة، ربما أيضا أردت النهل منها أكثر فأكثر دون أن أطأها، ربما هو الخوف أو الأنانية أو الاثنان معا.. كأن تخشى الوحدة فهي قاتلة.. لا اتخيلني يوما وحيدة دون شاطئ دون شجرة تظللني وتحميني قيظ حرارة الأيام وقسوتها.


كثرة الاستقرار بشواطئ ليست بشطآني، جعلني أخاف حد الهلع من فكرة الإرساء، كفى! كل شاطئ كان يدمرني جزئيا حتى تبقى مني الرث والبالِ وبقايا حطام لقلبٍ خالِ.. يكفيني الترحال الدائم. موعد الذهاب مر منذ سنوات؛ لكن الإياب لن يأت أبدا. كفى رسوّا كفى استقرار.

درت حول نفسي دورة كاملة أحسبني مغادرتها لأبحث عن غيرها وكل مرة تناديني تلك الأرض بالاحتضان، كيف أرفضها، والعجب أني رفضتها! كيف تطأ بأقدامك النظيفة أرضا موحلة ولا تتلطخ قدماك؟! حتما ستلطخ بها كل أرضا نضرة وكل عشب مجزوز ومشذب ومهذب ومهيأ.. فقط لك!

ربما لأني لم أجد ما يطمئنني فيها، ربما أبحث عن شيء بها، لن ولم أجده، كيف لأرض مخضرة ألا تتواجد فيها الورود وأنا أحب الورود حقا.. عين حاضنة علها تنطق بما فيها من وجد وألم، تروي غروري ولم تفعل، جذع مثمر لا أقوى على هزه ليسّاقط حبا، أتمنى لو رطبا منه عرف الطريق إلى يدي.. إلى شفاهي.. إلى قلبي وخاصري!.

تمنيت أن يكون ذلك الجذع ملاذي الأخير أحتمي به وأهرب منه إليه، تمنيت أن يُنقش عليه اسمي بدلا من أن تحمل فروعه دمي يوما ما؛ فرط الحفر بأظفاري لأنال حرية أخشى سجنها بين أوراقه التي ستكون وقتها قاب قوسين أو أدنى من الذبول والاصفرار.

بكيت مرارا في حضنه الذي تخيلته دافئا كعينيه وسهرت ليالٍ طوال أحسبها.. كم خطوة أريدها أن يسير لي هذا الجذع؛ لكن فاتني أن أحسب كم خطوة أريدها أنا كي أصله.

بت مرات أتصور كم سيكون طول الظل ولم أستظل به يوما، أردت السير حافية القدمين لألامس الخضرة بباطن قدمي الجاف حبوا وهرولة للبحث عن أرضي ولم أفعلها، كأني سجاني الذي يسجن نفسي بنفسي داخل بقايا "قارب" تبقى مني.

أسلمت شعري للهوى مرات وتركته يعبث به كما شاء يقص ويقتطع ويزمجر غاضبا ومنفرا ولم أنل حريتي إلا بالهروب وبقايا يد معلقة به مازالت تستمر في قصه وتتوضأ زيفا من ألمي..

خرافات وخيالات لكن أرض الميعاد.. لم تأت بعد.. هي فقط خطوات قليلة.. أردته منارة تتفوه بأشياء تجذبني وتطمئنني وحينما لم أجدها تراجعت أميالا وأميال.

أردته أن يشدو صداحا بالحب ولم يفعل، ربما أردت مراقبة أسراب الفيروز في عينيه .. ربما لو عرف أني أحب الغناء والرقص أسفل قطرات المطر سيغرق ليفعلها.. وربما راقص الشيطان متمثلا في على أنغام سيموفنية سوناتا التاسعة لبتهوفن قبل أن يذيب قدماي دون قصد منه.. ربما لو عرف أن الحصن الذي صنعته لنفسي بت أكسره قبل أن يسجنني آخر فيه.. لكسرني!


ورُغم ذلك أحن إلى تلك الأرض وأشتاق إليها دوما.. فهي دوما دافئة.. دوما حانية.. دوما عطوفة.. لكنها لن تبق لي على الدوام.. قاتلتها واغتلتها قبل تركها والرحيل! أسمع صراخ حفيف الأوراق التي تنهرها الرياح ليلا أصوات لم تصدر منه بل مني .. تماما كصوت الكمان الحزين.

الأحد، 29 ديسمبر 2013

أريد أن أرقص


إيناس كمال



عن أي فرصة يتحدثون هي ليست فرص، ليست على الإطلاق، أشعر أن قلبي كزجاج نافذة محطم ومهشم لمئات الشظايا، أي يد تحاول لمسه عارية ستجرح، لست أنا من يرضى بتلك المجازفة.. وهي ليست أي مجازفة !!

أنا أيضا إن حاولت لمسه سأجرح ولن يتوقف نزفي !!

دفنت قصة نصف حية .. آلمني أن أراه يتلاعب به .. قلب شاب ولم يشب ..
سأسير في جنازة حبنا، حاملة نعش ذكرياتي معه، مرتدية الأبيض، وفي يدي زهورا لم يهدها لي أقطف وريقاتها متمتمة بتتابع "لم يحبني ، لم يحبني ، لم يحبني ... " بعدها أتلقى العزاء فى وقتٍ أضعته معه..

أصلى صلاة الغائب لقلب يقطر ألما وندما .. ينبوع لا ينضب من الجرح
هو أيضا كنيسة، يحفظ داخله بقايا قلب، قديسة العشق الحلال ، راهبة بمذبح صلاة الحب ، على محرابه ضحايا بل قل بقايا غير متناسقة لتتجمع سويا، تشكل ما تبقى مني ..
أجزاء ليست بأجزاء ليسوا هم من يعلقون مشنوقين في الصباح منحنيٍ الجباه.. بل أنا .. كل مرة .. كل مرة .. كل مرة !! فعلام المرة ؟!

بت أستحل تعذيب نفسي .. تذكيري كل مرة بذات الألم .. مسيح مصلوب .. نزف داخلي .. العذاب جيد والألم أيضا.. فهو يحمي من الخطأ ومن الوقوع في نفس الجُرم مرات أخرى .. لكن .. لا يوجد مرات أخرى.. لكن أريد حقا مرة أخرى !!

مؤلم .. كآلام الشيعة يوم عاشوراء يعاقبون أنفسهم على خطأ لم يرتكبوه .. يجلدون أنفسهم بسياط من حديد أو قل كالصوفيين يوم المولد ..



ﻣﺘﺤﺮﺭﺍ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺭﻏﺒﺎﺗﻲ  
ﺍﺟﻠﺲ ﺳﺎﻛﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻻ‌ﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺟﺴﺪﻱ ﻭﺻﺪﻯ ﺻﺮﺍﺧﻲ ﺍﻟﺼﺎﻣﺖ ﻳﻬﺰ ﺍﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻟﻜﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﺧﺎﺋﻔﺎ ..
ﻷ‌ﻧﻲ ﺍﻋﺮﻑ ﺍﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻟﻦ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺳﻮﺍﻱ
ﻓﻲ ﻧﻮﺭﻙ ﺃﺗﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺃﻋﺸﻖ
ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻟﻚ ﺃﺗﻌﻠّﻢ ﻛﻴﻒ ﺃﻛﺘﺐُ ﺍﻟﺸﻌﺮَ
ﺃﻧﺖَ ﺗﺮﻗﺺ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ ﺣﻴﺚ ﻻ‌ ﻳﺮﺍﻙ ﺃﺣﺪ
ﺇﻻ‌ ﺃﻧﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵ‌ﺧﺮ
ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻫﺬه الأبيات !

بت لا أنظر إلى مرآتي أخاف جدا .. لدرجة كبيرة .. لدرجة الصراخ الصامت حينما أقف أمامها صباحا لتعديل زينتي ..
ذات يوم تهشمت مرآتي بعد أن نسقت زينتي ووليتها ظهري وللعجب تهشمت فوق رأسي .. كأنها إنفجرت من كذبي عليّ وعلى الناس ..

والأعجب أني إلى الآن لم أحاول إصلاحها أو شراء أخرى جديدة .. كأني ارتحت بعد تهشمها فلا أريد أن أرى الحقيقة كاملة يكفي جزء منها يعذبني في الصباح .. بت لا أعرف تفاصيلي جيدا

وكرهت أن أتطلع إلى أية مرآة أو وجه لامع .. زجاج السيارات .. واجهة المحلات .. النوافذ .. شرفات المنزل .. أصرخ بيني و.. بيني .. حينما ألمح سهوا مرآة .. لماذا هذا ؟! لست أدرى .. أخشى شبحا مجهولا يقبع خلف تلك المرايا ..

أصرخ محدثة نفسي بالمرآة .. اخرجي انطلقي اظهري حقيقتك .. لماذا تكذبين وتواري الحقيقة .. أنتي لست أنا .. أين أنا .. لا تخبئيها

أشعر أن فتاة أخرى تلك التي أراها وأشعر أن المرايا تلاحقني عن عمد .. أهرب منها فتظل تلاحقنى .. فقط .. لتعذيبي بي .

ولأدوات الزينة لدي فلسفة أخرى يقولون هي لإظهار جمال الفتاة وليس لتجملها وأنا على العكس أرى أنها ضرورية ومهمة لاخفاء الحقيقة ..
كرهت أن أذهب يومي إلى غرفتي باكرا .. أستجدي النوم بالساعات ولا يأت ..

قصدت باب الرجا والناس قد رقدوا وبت أشكو إلى مولاي ما أجد وقلت يا أملي في كل نائبة يا من إليه لكشف الضر أعتمد



تسلسل يومي اعتدته .. صراخ مكتوم فأنا لا أجيد الصراخ المعلن أتمنى لو أفعلها لكني لا أعلم كيف يصاب صوتي بحشرجة رهيبة حينما أصرخ أو يرتفع صوتي ..

بعد الصراخ .. أبكي حتى تبتل وسادتي .. أسقط بإغماءة نوم أفيق منها على صوت نحيبي وشجبي وتهشم رأسي من فرط الصداع والتعب والإرهاق الذي صار يبدو في كل شيء في..

كيف يمكنني أن أشاركهم جفوني المنتفخة والمتورمة من أثر البكاء عيوني الباهتة من السهر .. والتي تلمع فقط دموعا عنيدة ..
كيف يمكنني أن أشاركهم بشرة شاحبة وباهتة وشفاه بيضاء ووجنتان مثقلتان ..
مرنت شفاهي جيدا فهي تلميذ مطيع، دوما ترسم الابتسامة حتى أصبحت شكلها المعتاد الذي لا أستطيع أنا التمييز بين صدقه وكذبه .. تلميذ جيد تفوق على أستاذه ..
ابتسامة نقشت من حجر لا يستطيع الزمن نفسه تغييرها
أما عيوني فهي على العكس تلميذ عنيد جدا بات يرهقني دوما بالافتضاح .. لكني واثقة أني سأروضها يوما ما ..



بكدب على نفسي وراسم ضحكتين
الأولى ع الشفايف والتانية ع العين
وأخاف لو شفايفي كدبت بحالي
تصرخ عيوني بإني حزين

أضع زينتي كالمقبول به أن يواري لا أحب المبالغة فيقولون دوما الشيء إن زاد عن الحد ينقلب للضد

يقولون أن الشيزوفرانيا هي ازدواج الشخصية كأن تكون بشخصيتين الأولى ظاهرة للعيان والثانية مختفية تظهر في وقت لاحق .. أما انا فأشعر ان شيزوفرانيتي مزدوجة .. محيرة .. جدا !!

فبيني وبيني هناك إثنتان الأولى : الحقيقة التي تخشاني مهما صارحتني تقول الحقيقة وفقط ببشاعتها ودمامتها المفرطة المواجهة مؤلمة وانا أحب الألم .. أما الثانية تكذب علي لتهدهدني وتطمئني
وبين الناس هناك إثنتان أيضا الأولى مدربة جيدا الشفاة المبتسمة والعيون اللامعة من إخفاء البكاء جدار فاصل بين ما تصرخ به شفاهي كاذبة ؛ ضحكة؛ وبين أنين كصوت الناي في المساء ..

أما الثانية فهي العنيدة الصامدة المثابرة الجريئة المنفتحة والمتوردة والملهمة أشياء اعتدت إظهارها للجميع ما ذنب أن أشاركهم حزني وكآبتي وماذنب الأصدقاء ..
مممم الأصدقاء حقا هم الفيتامين الذي لا أستطيع الاستغناء عنه أنسى شخصياتي الاربع وسطهم أهرب مني بينهم اعتدت أن أسامرهم وأنصحهم أكون أختا كبرى إن لزم وصغري إن لزم أحيانا أخرى وأخا أحيانا ثالثة ..

أخ ... مممممم ... حقا ضروري ومهم .. أريد أن أرقص





أمنية تمنيتها منذ نعومة أظافري وبداية معرفتي أني أنثى .. حقا ..
الأنثى موسيقى .. تفرح .. روك أند رول .. تحزن .. كونشرتو جروسو صولو
عبقري هو من يعلم تفاصيل جسد الأنثى وما يعذبه من موسيقى .. منحنياتها تسري كريشندو .. تعزف طربا .. تنزف .. رقصا ..

تحتاج كل أنثى عازف ماهر .. قائد أوركيسترا قلبها وجسدها.. يروض موسيقاها الخاصة .. وحده يملك النوتة الوحيدة لها .. يفك شفرات جسدها .. يعذب ويشجي .. يضحك ويبكي
وحده يعرف متى الفلامنكو ومتى التانجو ومتى الرومانتيك دانس



أريد أن أرقص ..
ما العيب
وما الرقص ..
كالتلفاز .. ملابس ضيقة بيضاء .. حذاء أبيض خفيف .. فراشة تحلق فاردة الأذرع ..
لكن لا يوجد هنا مدراس لتعليم الباليه .. وما العمل L
اعدلي عن الفكرة .. كيف
أنتي قصيرة .. أنتي بدينة .. أنتي من بيئة أخرى غيرهم .. هن منحرفات وساقطات .. لكن ...لا يوجد لكن
حسنا .. رقص شرقي .. عيب ..
ممكن بالأفراح للأهل ..
عيب لي وبالمنزل وحلال للأهل ..
موسيقى أبي ..
النشاط الصيفي مفتوح ..

أوكورديون .. بيانو .. أكسيليفون .. تعلمت سريعا .. تن تيرا تن تيرارا تن تيرارا تن تيرارارارا تن تيرارارا .. مقطوعة "إنت عمري" لأم كلثوم
أنا أغني أيضا بالكورال "ده إنتي بلاد طيبة وقريبة وحبيبة ده إنتي أمل وحنان وقت الخطر أمي بتحملي همي حضنك دفا وأمان ليكي أنا غنيت يا دنيتي وناسي وإذا كنت مرة جنيت حقك على رااااااسي حقك على راااااسي" ... انتهت الاجازة .... دراسة ... مملة جدااا




أمي ..عاوزة أرقص .. عيب .. وما هو اللاعيب ..
كاراتيه .. كونغ فو  ..
ألعاب صبيان وذكور .. أهكذا ينبغي أن أكون .. فتاة شكلا وذكر بالجوهر والمضمون !!!

شطرنج .. أكره الشطرنج أريد لعبا .. أريد موسيقى ورقص .. تعلمي كمبيوتر .. نادي العلوم .. حسنا أنهيت تصنيع كافة الأجهزة به تفحصت كافة الكتالوجات والتصميمات في وقت وجيز .. بت أختلق أجهزة ليس لها كتالوج وعلى مستوى عالي من الصعوبة .. ماذا أيضا ..
علميني جمباز أمي ألم تتعلميه ..



أنا جسدي مرن جدا وأول مرة أجربه بحركات صعبة وأنجح في أصعب حركة .. الخط المستقيم 180 درجة .. والقبة .. الانحناءة الدائرة المغلقة أصابع القدم والرأس .. فلماذا لا تكون باليه بالمرة ! .. ممنوع ... آخر مرة !!
أحلم أني أسير على أطراف أصابع قدمي بجسد خفيف ورشيق وموسيقى كلاسيكية رائعة أتمايل بها وأخطو على أمواجها أنتقل بين كل تفاصيلها لتتخللني .. تمزقني حزنا وفرحا وألما وندما ..

مرات عديدة أتخيلني بصحبة حبيب لي .. قدماي على قدميه .. يداي على كتفيه .. أرتمي على طرف عنقه .. أحتضنه بما لدي من قوة وأراقصه وفي الحضن أقوال أخرى !

في ميلاد جديد غطستُ في الماء و حلقتُ في الهواء،
و حبوتُ على بطني و عدوتُ على قدمي ،
و تشكل سر وجودي كلّه في صورة أظهرت كل ذلك للعيان،
فإذا أنا إنسان.



كبرتي .. أنتي بنت .. وماذا تفعل الفتيات لديكم .. الطاعة .. حاضر ونعم .. انتي متربية .. لا تعاندي ولا تكابري .. انتي بنت ومن عائلة
أريد الخروج .. أنتي بنت .. ألم أكن ذكرا منذ قليل ..
أريد أن أتأخر مثلهم .. أنتي بنت هم ذكور .. أتمنى لو أني ذكر
ليتني كنت ذكرا !!
وماذا عن الدراجة .. كبرتي وأصبحت خطرا عليك مستقبلا ..!!
وكيف تكون الحياة بشخصيتين الأولى أنثى مكبوتة والثانية ذكر معلن يسير بخفة وتؤدة يناطح ويصارع يجري ويركب الدراجات ويلكم يمينا ويسارا يرتدي البنطال والقميص الكاروه .. أريد أن أرقص أريد فستانا أبيض أو زهري بشرائط ستان ..

آنسة .. جندي .. الحب حرام .. الرقص حرام .. الانوثة نفسها حرام .. الكذب حلال .. ثابت .. طريق للعودة وهو نفسه للذهاب .. حافظي على نفسك .. العالم ذئاب ..
كفرت بمذاهبكم جميعها ..

لم يبق لي من تربية ذكورية لمجتمع ذكوري وأنثوية المظهر سوى شعر طويل تفزع أمي حينما تراودني فكرة قصه ، مازلت أحتقظ ببقايا جريمتين له إثر أزمة عاطفية.. حتى أصبحت أنا أخشى قصه .. 



أحب الغناء جدا رغم أني لا أملك عذوبة وحلاوة الصوت إلا أني أغني ليس مهم المهم أن أخرج لحني الخاص العجب أن كل ما أغنيه شجن ليس به أغاني فرح أو رومانسية ، والأعجب أن طوال الوقت أغني أحاول تعويضي أغني أثناء طهيي للطعام أثناء تصفحة الانترنت أثناء الدردشة مع الأصدقاء وأنا أسير وحدي بالطرقات كثيرا لا يهمني هل سيسمعني احد أم لا !!
عليك ان تجرب السير وحدك ليلا في طريق مظلم ،، الأمر كأن تصرخ في غرفة مغلقة الإحكام لا أحد يسمعك بها ، إصرخ كما شئت .. أو غني ..

الغنا حرام !!!!




تنورة ..

أسبح حينما أراها أتخيلني مكان الراقص .. القدم اليسري ثابتة واليمنى تتحرك في تناغم اليد اليمني آخده واليسرى معطية رأسي مائلة .. أسبح في فضاء آخر .. أطيييييييير بخفة ورشاقة



ممتلئ بك ،
جلداً ، دماً ، و عظاماً ، و عقلاً و روحاً.
لا مكان لنقص الرجاء ، أو للرجاء .
ليس في هذا الوجود إلاك.
أما أنـا
فطريـقي.. أنــت
أنت الطريق والعارف بالطريق
أنت الخارطة وأنت الحب
كـل الحــب.
فقدت ذاتي لكني أريد أن أكون أكثر فقدانا للذات
وسوف أقول لعينيك : إنما اريد المزيد من الثمل
على فراش منبسط من الحشائش المخضرة أزهو واتمايل

أنسى الكون لحظات وأنفصل لا إراديا عن الواقع .. أريد أن أحيا أنثى .. وحدى .. لكن السعادة ليست وحدة .. كرهت الجميع .. كلهم ضدي وهذا أهون من أن ظلم أحدهم .. جربت الظلم وأكرهه لغيري .. لست جيدة .. لست سوية .. لكن
السعادة بالمشاركة مع أحد
سيكون تعيسا قريبا

أنثى وذكر .. تكون ولا تكون .. شيزوفرانيا عاطفية .. حب ولا حب
قلب بلا قلب .. وإنسان حاضر غائب عن الحقيقة .. جسد يسري فيه تناقضات تجاور الدم .. عالم منتقص من الرحمة .. سأكون أرحم بي من غيري ..
فكرت ذات مرة أن أعقد قراني على نفسي .. فليس أرحم بي مني ولا أعلم بي مني ولا أتمنى لي غيري .. أعرفني جيدا علاقتنا مريحة ومتفاهمة نتحدث كثيرا ..



أضمن أني لن أخونني يوما وإن كنت أكرهني في بعض الأحيان وأهرب مني .. أراني بشعة أحيانا أخرى .. أكذب علي مرات عديدة .. لن أظلمني ولن أخذلني ولن اخالفني الرأي .. حينما يستقر الحوار بيني وبين على شيء أقرره فورا .. أحبني جدا ولن أثق بحب أحد بي إلاي ..

يقولون أن نصفك الآخر معلق بك هو أيضا ويشعر بك فأيما أخطأت الإختيار إما سيعيش معذبا باقي العمر أو سيقترن هو الآخر بنصف لا يخصه وستعيشان أنتما الاثنان معذبين كل منكما مع نصف لا يخصه وهكذا ..
أين يكن الإختيار هو المعضلة .. أريد أن أرقص