الأحد، 6 نوفمبر 2011

نص حرية + نص ديموقراطية + نص عدالة = نص ثورة

إيناس كمال :

نص حرية + نص ديموقراطية + نص عدالة = نص ثورة

حينما ترى أحدهم يسرق أموالك , مدخراتك , جهدك و حصيلة عملك طوال30 عاما , يسرق حلمك بالتغيير والتمرد , يسرق كل مواردك الذاتية والإجتماعية و المادية وحتى الفكرية ويمنعك من تحقيقها, يسرقك بمنتهى الجرأة والبجاحة وتراه يزداد ثراءا يوم بعد يوم وأنت تزداد فقرا يوما بعد يوم حينما تكون أنت مالكا للأرض , الوطن , الموارد , النيل , الهواء , الماء و المعجزات وُيسرق منك ذلك كله وتزج أنت فى السجون وتٌعذب و تٌـقتل لمجرد مطالبتك بحقك المسروق . غرف سوداء ضيقة لا تسعك جالسا, مظلمة معتمة لا تكد ترَ أصابع يدك أو موضع قدمك , يُحشر معك عشرات , مئات بل قل آلاف من أمثالك من المطالبين بحقوقهم سُحلوا , جُروا , عُذبوا بأبشع الصور والألوان , تُلفق محاكماتهم , تُزور شهاداتهم , تُختلق قصص سجنهم , يُهانون بالحق و تُشوه سمتعهم بالباطل ومع ذلك صامدون متفائلون مستبشرون بفجر لم يحن أوانه بعد.
حينما ينتعم السارق بكل ما لكَ وتراه يتبختر مختالا به و بأحلامك و ينعم فى سجون وهمية فراشها ناعمة مخملية , جدران بيضاء , حدائق زاهية , خدم وحشم وكأن "جنابة ساكن فى قصر" الجميع رهن إشارته ويخشون تأخير أوامره يشمئز من "أكل الخمس نجوم" الذى يأتيه يوميا من كدك و عرق جبينك تدفع أنت ثمن خدمته اليومية و أمراضه المدعية وتكاليف الفرفشة الخاصة والأراجوازات والتمثيليات - التى تسليه فى محبسه المزيف - لمجرد إعتراضك على سلبه كافة حقوقك وكأنك تعاقب على جرم مطالبتك سارقا برد سرقته للمسروق ومع ذلك تراه هو من يتملق ويسخر من شكواك يثق فى برائته منك كبراءة الذئب من دم إبن يعقوب والذئب منه ومن مكره برىء.
حينما تر ذلك فإعلم أنها "نص حرية" .. 


حينما ترى جميع التافهين و منعدمى  الأخلاق والذمم و مروجى الأكاذيب ينتشرون كالجراد على كل الشاشات من كل حدب وصوب لم تكد تدير التلفاز حتى ترهم على جميع القنوات التى من المفترض أن تكون هادفة و مؤيدة للثورة يعلنون وببجاحة يحدسون عليها رفضهم للثوار والنشطاء و مؤامراتهم الداعية إلى كارثة تسمى "الثورة" - الثورة على الظلم والفساد و القمع و الإستبداد والسرقة و المهانة والذل والعار- إنهم كائنات متسلقة تسعى فقط للتعلق على خيوط عنكبوتية واهية نسجها لهم بعض من مدعى الفهم للأحداث التى تجرى من الإعلاميين و هم أبعد ما يكون عنه يتخذون من شرفاء الناشطين و الحقوقين و مفجرى الثورة مرتعا لأحاديثهم التافهة وتحليللاتهم الساذجة الرخوة متوهمين الفهم العميق و الدراية الكاملة لمجريات الأمور وكأنهم الرجال الخارقون "اللى يقدروا يجبوا الديب من ديله !" . تغنون بقصائد أشبه بالموبايلات الصينى بالأمن المركزى المصرى و دوره العظيم فى حفظ أمن "قفا " المواطن المصرى من أيه أياد أخرى تطوله يتمعتون بأصوات صدقت فيها الآية الكريمة "إن أنكر الأصوات لصوت الحمير " اللهم إحفظنا"


على النقيض الآخر .. يجمعون الشهادات من أعرق الجامعات العلمية يقلدون أوسمة و مناصب شرفية فى منظمات عالمية يعترف بها العالم أجمع , تراهم يهاجمون فى كل المؤتمرات العلمية والفكرية والأدبية تحال إجتماعاتهم إلى كوارث و تبوء بالفشل ,تحاك لهم المكائد , يضطهدون فى كل القنوات , يمنعون من أى تصريح يخالف "الذات الملكية !" وليس بهواها وليس بغريبا عليهم فهم لم يتربوا على جعجعة تافهة و تأييد أعمى "موافقة .. موافقة!" ولا يهوون الكذب والتضليل والأحاديث المتملقة لأى حاكم أو مسئول بيده الأمر والنهى يثورون على أى وضع ضد المصلحة العامة ينادون دوما بشعار واحد فقط "الحرية , الديموقراطية , العدالة الإجتماعية" تراهم دوما من الشرفاء النزيهين الذمم المحبوبون جماهيريا و مع ذلك يقيدون وتقيد حريتهم فى كل الشاشات الإعلامية وتزور أحاديثهم و توجه توجيها سيئا ..
إذا رأيت ذلك ..فإعلم أنها "نص ديموقراطية" .


حينما تكون جميع أركان الجريمة كاملة و ثابتة بكافة الأدلة والبراهين والشهود بالقتل العمد و التعذيب و مع ذلك يكون الحكم بعد نظر القضية بعامين متواصلة سبع سنوات وكأنه تعذيبا أفضى إلى موت , بل قل أن الحجة التافهة التى لا يملكون سواها ولا تتغير وكأن أحدا لا يعرف بها تؤتى ثمارها للمرة الثانية فى واقعة هى الأغرب من نوعها , كيف يكون مسجونان فى سجن واحد أحدهم ظالم وسارق ومفسد عمدا تسلى بمالك على نضد القمار و المضاربات الوهمية يتنعم بالخير والدلال والتريض وتداول البورصة و إدارة كافة أعماله من داخل السجن ومع ذلك يهرع الجميع لتلبية مطالبهم أما عن محاكمته فحدث ولا حرج "موت يا حمار" كان شيئا لم يكن وكأن لم يكن هناك دم مازالوا كما هم يديرون مؤسساتهم من أموال الشعب المسروق ويهربون أموالهم أمام أعين العسكر الحامى لهم يحاكمون محاكمات مدنية خفية مرفهة خوفا على مشاعرهم الرقيقة من الخدش عشرات المحامين مستعدون للدفاع عنهم طمعا فى نصيب من أموالك , وهناك أحدهم يحاكم لمجرد مشاجرة يلقى بسببها بأسرع السبل الممكنة بنفس السجن لا تجد أحد يدفاع عنه يلقى عامين بالسجن بها و يموت بسبب شريحة موبايل مهربة و "خمسة جنيهات" دين له عند أحد السجناء . يبدو أنه يحتاج لمحامى "عُقر" مثل "سبانخ" المعروف إعلاميا ليخرجه من محبسه وقبل مقتله البشع بعد تعذيبه بأقذر الوسائل مقابل حفنة ملقاة من الملايين من أموالك
حينما ترَ ذلك فإعلم أنها"نص عدالة"..



حينما تحارب ثورة من أقوى و أنظف وأطهر و أرقى الثورات العالمية وأكثرها تنظيما و حضارة أذهلت العالم أجمع نادت منذ بواكيرها بالـ"حرية , ديموقراطية , عدالة إجتماعية" تحارب حتى قبل بدءها بكل السبل الممكنة : رشاوى , رصاص حى ومطاطى , قنابل , خيانات , إحباطات, إنقسامات داخلية لمدة 9 أشهر فنحن لم نحصد منها إلى الآن إلا نصفها و حينما  تنعدم الأخلاق والكرامة والشرف و يتبقى فقط الجهل والتخلف والأصوات التافهة و المخربة فإعلم أنها "نص ثورة".


للتواصل مع المدونة عبر الفيس بوك
http://www.facebook.com/NOSLESAN