الأحد، 25 يناير 2015

أنا لا أكتب ولكني أتجمل


أشعر كأن كل شئ يهرب مني حتى أحب الأشياء إلى قلبي وهو الكتابة ، أول مرة اشعر ان الكلام يخوني لوصف ما اشعر به دوما كانت الكتابة حاضرة ودوما تسعفني يدي اما بالكتابة على الاوراق او طرقعة مفاتيح الكي بورد لكن هذه المرة تتمرد اصابعي علي

اربط دوما الاحساس باصابع يدي لعشقها للكتابة دوما ذلك الشعور باللذة والنشوة الذي اشعر به كلما شرعت في الكتابة مقال كان او موضوع صحفي او قصة "صغيرة" او موقف ما او ربما استاتيوس فيس بوك او تويتة لذاذة فالفم كأني التهم قطعه شيكولاته اذوب بها وفيها ولها ولا ارى او اسمع شيئا اخر بخلاف صوت اصابعي وهي تكتب ولا ارى مااكتب باحساس وصدق الا فور انتهائي منه

كل ما اشعر به حينما تهتز الحروف امامي هو شعور بالنشوة ربما يصف جزءا من احساسي وقتها لذلك اشعر باصابعي واحبها وادللها دوما واحادثها بين الحين والاخر واعشق تفاصيل كل اصبع ووظيفته في الكتابة اعشق الجمل والحروف والكلمات واتغزل بها وكأنها ابني اشعر بدقات قلبي وانا اكتب 

مسلسل كوري اسمه "قبلة مرحة" لفت نظري فيه جملة غريبة ممكن جاءت في وقتها حينما احتار الابطال وهم شباب في الثانوية العامة اثناء دخولهم للجامعة وبعضهم لا يعرف مجاله وموهبته حتى يتمكن من التقدم للجامعة التي تدرسه فأجاب احد الابطال "مجالك ستعرفه حينما يدق قلبك وانت تفعله"
وهو ما اشعر به اثناء الكتابة اشعر بدقات قلبي اتذوق كل حرف ووقعه على لساني وكأني اقابل حبيبي اتغزل بالحروف كما أتغزل في قسمات وجهه وكامل جسده وشعره ولطالما كان اول شئ انظر اليه هو يدي الحبيب كيف تكون وكيف يكون احساسه بالكلمات مكتوبة كانت او مقروءة

لا اكتب بمجرد اصبعين او ثلاث بل بكلتا يدي لا ابخل على شعوري المؤقت وقتها بان تسانده جميع اصابعي واثق بها ان اغمض عيني اثناء الكتابة لافاجئ بما تكتبه يدي فور ذهاب شيطان الكتابة من عيني لأرى ماكتبت واتفق مع كل حرف
اكتب ربما لاشعرني انه ماعاد ينقصني شئ او لاعوض احساسا بالخيانة بالثقة بي وبذاتي وبان شيئا ما سيستمر ويبقا معي على الدوام ، خسارات ماعدت اتحملها 

-----------------------------------

كفاية ، قولتها لنفسي كتير وانا اجد نفسي بين الحين والاخر اخسر شيئا ما مني ربما حبيب او صديق او وظيفة او صفة ما في
ضياع حب غدر خيانة صداقة ود محبة كذب خداع شوق لهفة احتياج حرمان واحاسيس اخرى ربما اختبرها كل فترة كأن بي ان اعيش توصيفا جديدا لها او ربما احتاج ان اتعرف لهذه المصطلحات كل فترة 

كل فترة يتغير لدي كل مفهوم ، مفهوم الحب ماعاد لدي كما كان بالسابق 
مفهوم الكذب مفهوم الاغواء مفهوم السيطرة كل احساس يتملكني فترة ثم يرحل بعدما ينقش داخلي سطرا جديدا لم يكتب بيدي
لماذا لا استطيع الكتابة هذه المرة عن تجربة .. بل تجارب عدة عشتها بهذه الفترة القصيرة .. هو عام صحيح لكنه مر كأعوام ولماذا اشعر اني انتهازية ومحبة للسيطرة وانفعالية اصبحت انا اكثر من اللازم وبدلا من احساسي بتقبلي لما اراه جدعنتي اراها ضعفا ان افكر بالاخرين قبلي ثم ارى كيف اصبح انا الخاسرة

لماذا لا استطيع التنفيس كما أفعل كل مرة بالكتابة ولا اهتم برأي احد كما ادعيت كل مرة لماذا لا اجمل نفسي هذه المرة ولماذا لا احتاج تأييدا ودعما داخليا من ذاتي ومن اصابعي التي ماعدت اشعر بها كنت اقول للمقربين مني اني اكتب اسرع مما تفكر رأسي في الكلمة التي اكتبها فيضحكون لا يشعرون ان اصابعي تسبقني في التفكير .. والله يحدث 

والغريب اني لم اجد تفسيرا لهذه الحالة لماذا تعتبر اصابعي نفسها محددة لمصيرها ومصير الكتابة ومصير شعوري واحاسيسي الداخلية والافكار التي تدور برأسي ولا اعرف حتى لماذا تختار ان تكتب باصعب مفردات اللغة كأن بها لا تريد ان تكون سهله في القراءة صعوبة في التجربة وصعوبة في الوصف وصعوبة في القراءة لا شئ يبدو سهلا على الدوام ولا حتى ما تكتبه

ولماذا هذه المرة اصبحت ترى نفسها مستقلة ومن حقها التمرد ولماذا لا تستمع لصوتها او لصوتي الداخلي ولماذا لا تساعدني كي اتجمل واكمل دور الضحية الذي اشعر فيه بالامان يابخت من بات مظلوم ولا باتش ظالم طظ الف طظ في من اخترع هذه المقولة عانيت بسببه الله يهده

وضعت نفسي بعدة اماكن لاشرع ان اكتب ثم اغلق على الفور اكتب ورقات كثيرة ثم اقطعها انتشل نفسي من نفسي بتغيير المكان لكن مازلت انا لم اتغير كل مافيي اني اصبحت حزينة بسبب يدي بسبب ما تفعله بي ليتها تسمعني وتعرف اني احبها واصالحها لاكتب ثم اكتب ثم اكتب لعلني اعرفني اكثر اتوصل لذاتي اصالحني على نفسي التي كنت على وشك خسارتها لاستعيد قوتي واتزاني وجمالي واتجمل واتحمل واواصل واكمل بلا توقف الطريق صعب وطويل جدا ولست بحاجة لخسارة جديدة ان يتمرد على احب ما املك في جسدي وهو يدي

الأربعاء، 14 يناير 2015

راقصة عمياء







تنتظر مرور تلك الثواني المعدودة بتثاقل على قلبها، تتمنى مرورها باشتهاء كتمنيها للموت، بين انتهاء تصفيق الحاضرين لرقصتها المثيرة التي طالما اشتهرت بها وجذبت المعجبين والمغرمين ليس حبا لها بل لجسدها وضحكاتها الرقيعة والساخنة، فاصل زمني رتيب بينها وبين تركها لخشبة المسرح في دلال وغنج..

تودع المعجبين وترفض دعاويهم للسمر والسهر بصحبتهم، تتخبط بين أجساد متلاصقة تنزلق في كؤوس الفودكا والتيكيلا من شدة التعرق من شهوة لا تطفئها آلاف القبلات والأحضان العابرة تلقيها لمعجبيها، تستمر في ابتسامتها العذبة باستمرار حبوها نحو غرفتها، تغلق الباب في إصرار وتتحسس جهاز الكاسيت لتدير محطة القرآن الكريم لينبعث منها صوت عبدالباسط عبدالصمد، كم عشقت صوته.. تدير ظهرها للباب الذي ولجت منه، لتخلع عنها بدلة الرقص في استهتار وغضب..

دقائق معدودة تقضيها بالاستحمام .. هي تعتقد أن الماء الساخن يغسل الهموم ويزيل الذنوب، ببكاء هستيري تحدث نفسها "لا تأخذ مني البصيرة كما أخذت البصر"، تتحسس طريقها لصندق صغير أخفته خلف طاولة تعج بزجاجات الويسكي، تخرج عباءة الصلاة وترتديها ثم تفترش سجادة وثيرة صغيرة وتشرع في الصلاة .. تنهي صلاتها ثم تتعثر بحائط يجاورها .. أخطأت باحتساب إخفاءه عن قبلتها ..