الأربعاء، 8 فبراير 2012

إسرقنى .. شكرا !!

 إيناس كمال :


إعتدنا فى الآونة الأخيرة بعد قيام الثورة وعند قيام أى حركة سياسية مجتمعية للضغط على القوة الحاكمة بأى شكل من الأشكال سواء كانت إضرابات أو مظاهرات أو إعتصامات أن نرى سياسة التخوين وإنتشار الدعوات المضادة وإنشقاق النخبة عليها والترهيب والتخويف من عواقب هذه الخطوة على حراك المجتمع السياسى و تأثيره على الإقتصاد من مدعى الفهم و عُباد الكراسى والمناصب وكأننا دولة تسير على أسنة مدببة من الأشواك إن إستقمنا الطريق نجونا وإن كللنا وفترنا قتلنا .

على الرغم من تأكيد بعض الإعلاميين على نزاهة وتطهير الإعلام بعد الثورة إلا أن قادة الإعلام مازالوا يتمتعون بمنزلتهم المعهودة كخبراء أكاديمين فى النفاق وتسيير الرأى العام على هوى السلطة لن أتحدث عن دعوات التجديد لثورة يناير والتى كانت مقررا لها أن تؤتى ثمارها فى ال 25 من يناير 2012 لكن مع إنتشار دعوات مضادة لجعل هذا اليوم إحتفالى خفف من وطأة قوة الثورة لدى البعض وعزز موقف القوة الحاكمة متملثة فى طغيان المجلس العسكرى الذى تجبر وسجن وإعتقل وأصاب عددا لا بأس به من شباب مصر على خلفية هذه الأحداث , بل أتحدث عما تلاها من دعوات للإضراب والعصيان المدنى الشامل يوم 11 فبراير القادم .

وعند إنتشار دعوات البعض لوضع حد لحكم العسكر ورحيلهم على الفور وتشكيل مجلس رئاسى مدنى يشكل هو حكومة إنقاذ وطنى قادرة على تسيير البلاد أفضل من المجلس العسكرى الذى يقود ثورة مضادة وحربا شعواء على الثورة ونستطيع إجراء إنتخابات رئاسية نزيهة فى ظل وجودها , فإزداد الضغط الإعلامى على البسطاء من المصريين وإنذارهم بحالة الفوضى والخراب والدمار التى سنعلق بها فى دوامة الضياع التى لن نستطيع الخروج منها – على حد قولهم – كفاكم إستفزاز لمشاعر المصريين لا تخاطبوا عواطفهم البسيطة بتهديداتكم الخزافية بل خاطبوا عقولهم وحاسبوهم بالورقة والقلم ونحن معكم ومن يظن أن مصر ستنهار فهو لم يقرأ التاريخ جيدا . 

كيف أصبحت عجلة الإنتاج فى ظل حكم العسكر ؟ و كيف حال المصانع الحربية والعسكرية ؟ وكيف حال المنشآت المملوكة للقوات المسلحة ؟ وكيف حال عمال مصانع الغزل والنسيج ؟ نحن لا نهتف بشعارات فقط نحن نريد عدالة حقا وكما إستطعتم كبح موجهة التظهير داخل القوات المسلحة ومؤسسة الجيش وسجن كل القائمين بها فلن تستطيعوا سجن جموع المصريين فى سجونكم الظالمة . 

لبينا دعوات العمل والبناء وخرافة الحديث عن الدولة الجديدة التى ننشأها بسواعدنا منذ بداية الثورة بدعوة من حامى حمى الثورة المزيف المجلس العسكرى ولم تتوقف عجلة الإنتاج كما تزعم الحكومة – المفترض حكومة الثورة – فكانت الحصيلة و بشهادة وزير الصناعة والتجارة أن صادرات مصر لعام 2011 بلغت 18 مليار دولار فى حين أنها كانت 12 مليار فقط فى عام 2010 وحينما يصرح رئيس هيئة قناة السويس أن إيرادات قناة السويس وصلت لأعلى معدلات لها منذ 30 عاما حتى أنها وصلت لأعلى معدلاتها الأسبوعية  لتبلغ 108.2 مليون دولار فى الأسبوع الرابع من يوليو الماضى كما وصلت أعلى معدلاتها الشهرية فى سبتمبر المنقضى بواقع 438.3 مليون دولار وحينما نملك 250 منجم ذهب بمصر منهم منجم واحد يعد من أكبر عشر مناجم فى العالم يدر علينا دخلا يوميا يقدرب 10 طن ذهب - المسيطر عليهم من قبل المخابرات العامة المصرية – والذى يقدر دخل المواطن المصرى العادى منه بمليون و50 ألف دولار صافى ربحه كمواطن مصرى الجنسية , هل تعنى أننا توقفنا عن العمل؟ وهل تعنى أن عجلة الإنتاج متوقفة ؟ وهل يستلزم الأمر دموع التماسيح التى ذرفها أمامنا الجنزورى عند سؤاله عن إقتصاد مصر فى الوقت الحالى ؟ وهل يستدعى الأمر التوسل لطلب معونات من الخارج ؟ 

وحينما نرى حصيلة عملنا تسرق أمام أعيننا ولا نستطيع الحراك وحينما نحتج يُطلب منا العمل أكثر وأكثر حتى نستطيع إدارة "بسكلتة" الإنتاج المتوقفة الصدأة فكأننا ننفخ فى "عجلة مخرومة" نتعب و نكد و نجتهد و نحصل أعلى الإيرادات وتسرق و تنفق فقط على شكليات تافهة وتأمين من هو أتفه منها ثم يخرس كل بوق ينادى بالتحقيق وكشف فسادكم .

أوليس ما نراه من دعوات لزيادة العمل والإنتاج فى ظل جو السرقة المكشوفة هو بحق دعوة نستطيع أن نطلق عليها "إسرقنى شكرا" ؟! فإلى متى يتنبه المصريين إلى أن حاميها هو بحق حراميها ومن يدعو إلى وقف العصيان أو الإضراب هو خائن لكل مصرى نزف العرق والدم بشرف من أجل مصر ثم جاء أشباه الشرفاء وأشباه الرجال ليسرقوه ببساطة متناهية مبتسمين فى وجهه ملقين له بفتات من لقيمات ممضوغة مسبقا وهو الغنى إبن الغنى سليل الأغنياء – الفراعنة – ألا نستطيع بحق أن نعيش كرماء فى وطننا نتنعم بخيره بدلا من أن تذهب ثرواته وتوزع على المجلس العسكرى وحاشيته وزبانية النظام الفاسق والمدافعين عنه إلى الآن هل حق صراخ مواطن بسيط "آه يا بلد خيرها لغيرها" ؟! .
للتواصل عبر الفيس بوك : http://www.facebook.com/NOSLESAN