الأحد، 29 ديسمبر 2013

أريد أن أرقص


إيناس كمال



عن أي فرصة يتحدثون هي ليست فرص، ليست على الإطلاق، أشعر أن قلبي كزجاج نافذة محطم ومهشم لمئات الشظايا، أي يد تحاول لمسه عارية ستجرح، لست أنا من يرضى بتلك المجازفة.. وهي ليست أي مجازفة !!

أنا أيضا إن حاولت لمسه سأجرح ولن يتوقف نزفي !!

دفنت قصة نصف حية .. آلمني أن أراه يتلاعب به .. قلب شاب ولم يشب ..
سأسير في جنازة حبنا، حاملة نعش ذكرياتي معه، مرتدية الأبيض، وفي يدي زهورا لم يهدها لي أقطف وريقاتها متمتمة بتتابع "لم يحبني ، لم يحبني ، لم يحبني ... " بعدها أتلقى العزاء فى وقتٍ أضعته معه..

أصلى صلاة الغائب لقلب يقطر ألما وندما .. ينبوع لا ينضب من الجرح
هو أيضا كنيسة، يحفظ داخله بقايا قلب، قديسة العشق الحلال ، راهبة بمذبح صلاة الحب ، على محرابه ضحايا بل قل بقايا غير متناسقة لتتجمع سويا، تشكل ما تبقى مني ..
أجزاء ليست بأجزاء ليسوا هم من يعلقون مشنوقين في الصباح منحنيٍ الجباه.. بل أنا .. كل مرة .. كل مرة .. كل مرة !! فعلام المرة ؟!

بت أستحل تعذيب نفسي .. تذكيري كل مرة بذات الألم .. مسيح مصلوب .. نزف داخلي .. العذاب جيد والألم أيضا.. فهو يحمي من الخطأ ومن الوقوع في نفس الجُرم مرات أخرى .. لكن .. لا يوجد مرات أخرى.. لكن أريد حقا مرة أخرى !!

مؤلم .. كآلام الشيعة يوم عاشوراء يعاقبون أنفسهم على خطأ لم يرتكبوه .. يجلدون أنفسهم بسياط من حديد أو قل كالصوفيين يوم المولد ..



ﻣﺘﺤﺮﺭﺍ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺭﻏﺒﺎﺗﻲ  
ﺍﺟﻠﺲ ﺳﺎﻛﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻻ‌ﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺟﺴﺪﻱ ﻭﺻﺪﻯ ﺻﺮﺍﺧﻲ ﺍﻟﺼﺎﻣﺖ ﻳﻬﺰ ﺍﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻟﻜﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﺧﺎﺋﻔﺎ ..
ﻷ‌ﻧﻲ ﺍﻋﺮﻑ ﺍﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻟﻦ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺳﻮﺍﻱ
ﻓﻲ ﻧﻮﺭﻙ ﺃﺗﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺃﻋﺸﻖ
ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻟﻚ ﺃﺗﻌﻠّﻢ ﻛﻴﻒ ﺃﻛﺘﺐُ ﺍﻟﺸﻌﺮَ
ﺃﻧﺖَ ﺗﺮﻗﺺ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ ﺣﻴﺚ ﻻ‌ ﻳﺮﺍﻙ ﺃﺣﺪ
ﺇﻻ‌ ﺃﻧﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵ‌ﺧﺮ
ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻫﺬه الأبيات !

بت لا أنظر إلى مرآتي أخاف جدا .. لدرجة كبيرة .. لدرجة الصراخ الصامت حينما أقف أمامها صباحا لتعديل زينتي ..
ذات يوم تهشمت مرآتي بعد أن نسقت زينتي ووليتها ظهري وللعجب تهشمت فوق رأسي .. كأنها إنفجرت من كذبي عليّ وعلى الناس ..

والأعجب أني إلى الآن لم أحاول إصلاحها أو شراء أخرى جديدة .. كأني ارتحت بعد تهشمها فلا أريد أن أرى الحقيقة كاملة يكفي جزء منها يعذبني في الصباح .. بت لا أعرف تفاصيلي جيدا

وكرهت أن أتطلع إلى أية مرآة أو وجه لامع .. زجاج السيارات .. واجهة المحلات .. النوافذ .. شرفات المنزل .. أصرخ بيني و.. بيني .. حينما ألمح سهوا مرآة .. لماذا هذا ؟! لست أدرى .. أخشى شبحا مجهولا يقبع خلف تلك المرايا ..

أصرخ محدثة نفسي بالمرآة .. اخرجي انطلقي اظهري حقيقتك .. لماذا تكذبين وتواري الحقيقة .. أنتي لست أنا .. أين أنا .. لا تخبئيها

أشعر أن فتاة أخرى تلك التي أراها وأشعر أن المرايا تلاحقني عن عمد .. أهرب منها فتظل تلاحقنى .. فقط .. لتعذيبي بي .

ولأدوات الزينة لدي فلسفة أخرى يقولون هي لإظهار جمال الفتاة وليس لتجملها وأنا على العكس أرى أنها ضرورية ومهمة لاخفاء الحقيقة ..
كرهت أن أذهب يومي إلى غرفتي باكرا .. أستجدي النوم بالساعات ولا يأت ..

قصدت باب الرجا والناس قد رقدوا وبت أشكو إلى مولاي ما أجد وقلت يا أملي في كل نائبة يا من إليه لكشف الضر أعتمد



تسلسل يومي اعتدته .. صراخ مكتوم فأنا لا أجيد الصراخ المعلن أتمنى لو أفعلها لكني لا أعلم كيف يصاب صوتي بحشرجة رهيبة حينما أصرخ أو يرتفع صوتي ..

بعد الصراخ .. أبكي حتى تبتل وسادتي .. أسقط بإغماءة نوم أفيق منها على صوت نحيبي وشجبي وتهشم رأسي من فرط الصداع والتعب والإرهاق الذي صار يبدو في كل شيء في..

كيف يمكنني أن أشاركهم جفوني المنتفخة والمتورمة من أثر البكاء عيوني الباهتة من السهر .. والتي تلمع فقط دموعا عنيدة ..
كيف يمكنني أن أشاركهم بشرة شاحبة وباهتة وشفاه بيضاء ووجنتان مثقلتان ..
مرنت شفاهي جيدا فهي تلميذ مطيع، دوما ترسم الابتسامة حتى أصبحت شكلها المعتاد الذي لا أستطيع أنا التمييز بين صدقه وكذبه .. تلميذ جيد تفوق على أستاذه ..
ابتسامة نقشت من حجر لا يستطيع الزمن نفسه تغييرها
أما عيوني فهي على العكس تلميذ عنيد جدا بات يرهقني دوما بالافتضاح .. لكني واثقة أني سأروضها يوما ما ..



بكدب على نفسي وراسم ضحكتين
الأولى ع الشفايف والتانية ع العين
وأخاف لو شفايفي كدبت بحالي
تصرخ عيوني بإني حزين

أضع زينتي كالمقبول به أن يواري لا أحب المبالغة فيقولون دوما الشيء إن زاد عن الحد ينقلب للضد

يقولون أن الشيزوفرانيا هي ازدواج الشخصية كأن تكون بشخصيتين الأولى ظاهرة للعيان والثانية مختفية تظهر في وقت لاحق .. أما انا فأشعر ان شيزوفرانيتي مزدوجة .. محيرة .. جدا !!

فبيني وبيني هناك إثنتان الأولى : الحقيقة التي تخشاني مهما صارحتني تقول الحقيقة وفقط ببشاعتها ودمامتها المفرطة المواجهة مؤلمة وانا أحب الألم .. أما الثانية تكذب علي لتهدهدني وتطمئني
وبين الناس هناك إثنتان أيضا الأولى مدربة جيدا الشفاة المبتسمة والعيون اللامعة من إخفاء البكاء جدار فاصل بين ما تصرخ به شفاهي كاذبة ؛ ضحكة؛ وبين أنين كصوت الناي في المساء ..

أما الثانية فهي العنيدة الصامدة المثابرة الجريئة المنفتحة والمتوردة والملهمة أشياء اعتدت إظهارها للجميع ما ذنب أن أشاركهم حزني وكآبتي وماذنب الأصدقاء ..
مممم الأصدقاء حقا هم الفيتامين الذي لا أستطيع الاستغناء عنه أنسى شخصياتي الاربع وسطهم أهرب مني بينهم اعتدت أن أسامرهم وأنصحهم أكون أختا كبرى إن لزم وصغري إن لزم أحيانا أخرى وأخا أحيانا ثالثة ..

أخ ... مممممم ... حقا ضروري ومهم .. أريد أن أرقص





أمنية تمنيتها منذ نعومة أظافري وبداية معرفتي أني أنثى .. حقا ..
الأنثى موسيقى .. تفرح .. روك أند رول .. تحزن .. كونشرتو جروسو صولو
عبقري هو من يعلم تفاصيل جسد الأنثى وما يعذبه من موسيقى .. منحنياتها تسري كريشندو .. تعزف طربا .. تنزف .. رقصا ..

تحتاج كل أنثى عازف ماهر .. قائد أوركيسترا قلبها وجسدها.. يروض موسيقاها الخاصة .. وحده يملك النوتة الوحيدة لها .. يفك شفرات جسدها .. يعذب ويشجي .. يضحك ويبكي
وحده يعرف متى الفلامنكو ومتى التانجو ومتى الرومانتيك دانس



أريد أن أرقص ..
ما العيب
وما الرقص ..
كالتلفاز .. ملابس ضيقة بيضاء .. حذاء أبيض خفيف .. فراشة تحلق فاردة الأذرع ..
لكن لا يوجد هنا مدراس لتعليم الباليه .. وما العمل L
اعدلي عن الفكرة .. كيف
أنتي قصيرة .. أنتي بدينة .. أنتي من بيئة أخرى غيرهم .. هن منحرفات وساقطات .. لكن ...لا يوجد لكن
حسنا .. رقص شرقي .. عيب ..
ممكن بالأفراح للأهل ..
عيب لي وبالمنزل وحلال للأهل ..
موسيقى أبي ..
النشاط الصيفي مفتوح ..

أوكورديون .. بيانو .. أكسيليفون .. تعلمت سريعا .. تن تيرا تن تيرارا تن تيرارا تن تيرارارارا تن تيرارارا .. مقطوعة "إنت عمري" لأم كلثوم
أنا أغني أيضا بالكورال "ده إنتي بلاد طيبة وقريبة وحبيبة ده إنتي أمل وحنان وقت الخطر أمي بتحملي همي حضنك دفا وأمان ليكي أنا غنيت يا دنيتي وناسي وإذا كنت مرة جنيت حقك على رااااااسي حقك على راااااسي" ... انتهت الاجازة .... دراسة ... مملة جدااا




أمي ..عاوزة أرقص .. عيب .. وما هو اللاعيب ..
كاراتيه .. كونغ فو  ..
ألعاب صبيان وذكور .. أهكذا ينبغي أن أكون .. فتاة شكلا وذكر بالجوهر والمضمون !!!

شطرنج .. أكره الشطرنج أريد لعبا .. أريد موسيقى ورقص .. تعلمي كمبيوتر .. نادي العلوم .. حسنا أنهيت تصنيع كافة الأجهزة به تفحصت كافة الكتالوجات والتصميمات في وقت وجيز .. بت أختلق أجهزة ليس لها كتالوج وعلى مستوى عالي من الصعوبة .. ماذا أيضا ..
علميني جمباز أمي ألم تتعلميه ..



أنا جسدي مرن جدا وأول مرة أجربه بحركات صعبة وأنجح في أصعب حركة .. الخط المستقيم 180 درجة .. والقبة .. الانحناءة الدائرة المغلقة أصابع القدم والرأس .. فلماذا لا تكون باليه بالمرة ! .. ممنوع ... آخر مرة !!
أحلم أني أسير على أطراف أصابع قدمي بجسد خفيف ورشيق وموسيقى كلاسيكية رائعة أتمايل بها وأخطو على أمواجها أنتقل بين كل تفاصيلها لتتخللني .. تمزقني حزنا وفرحا وألما وندما ..

مرات عديدة أتخيلني بصحبة حبيب لي .. قدماي على قدميه .. يداي على كتفيه .. أرتمي على طرف عنقه .. أحتضنه بما لدي من قوة وأراقصه وفي الحضن أقوال أخرى !

في ميلاد جديد غطستُ في الماء و حلقتُ في الهواء،
و حبوتُ على بطني و عدوتُ على قدمي ،
و تشكل سر وجودي كلّه في صورة أظهرت كل ذلك للعيان،
فإذا أنا إنسان.



كبرتي .. أنتي بنت .. وماذا تفعل الفتيات لديكم .. الطاعة .. حاضر ونعم .. انتي متربية .. لا تعاندي ولا تكابري .. انتي بنت ومن عائلة
أريد الخروج .. أنتي بنت .. ألم أكن ذكرا منذ قليل ..
أريد أن أتأخر مثلهم .. أنتي بنت هم ذكور .. أتمنى لو أني ذكر
ليتني كنت ذكرا !!
وماذا عن الدراجة .. كبرتي وأصبحت خطرا عليك مستقبلا ..!!
وكيف تكون الحياة بشخصيتين الأولى أنثى مكبوتة والثانية ذكر معلن يسير بخفة وتؤدة يناطح ويصارع يجري ويركب الدراجات ويلكم يمينا ويسارا يرتدي البنطال والقميص الكاروه .. أريد أن أرقص أريد فستانا أبيض أو زهري بشرائط ستان ..

آنسة .. جندي .. الحب حرام .. الرقص حرام .. الانوثة نفسها حرام .. الكذب حلال .. ثابت .. طريق للعودة وهو نفسه للذهاب .. حافظي على نفسك .. العالم ذئاب ..
كفرت بمذاهبكم جميعها ..

لم يبق لي من تربية ذكورية لمجتمع ذكوري وأنثوية المظهر سوى شعر طويل تفزع أمي حينما تراودني فكرة قصه ، مازلت أحتقظ ببقايا جريمتين له إثر أزمة عاطفية.. حتى أصبحت أنا أخشى قصه .. 



أحب الغناء جدا رغم أني لا أملك عذوبة وحلاوة الصوت إلا أني أغني ليس مهم المهم أن أخرج لحني الخاص العجب أن كل ما أغنيه شجن ليس به أغاني فرح أو رومانسية ، والأعجب أن طوال الوقت أغني أحاول تعويضي أغني أثناء طهيي للطعام أثناء تصفحة الانترنت أثناء الدردشة مع الأصدقاء وأنا أسير وحدي بالطرقات كثيرا لا يهمني هل سيسمعني احد أم لا !!
عليك ان تجرب السير وحدك ليلا في طريق مظلم ،، الأمر كأن تصرخ في غرفة مغلقة الإحكام لا أحد يسمعك بها ، إصرخ كما شئت .. أو غني ..

الغنا حرام !!!!




تنورة ..

أسبح حينما أراها أتخيلني مكان الراقص .. القدم اليسري ثابتة واليمنى تتحرك في تناغم اليد اليمني آخده واليسرى معطية رأسي مائلة .. أسبح في فضاء آخر .. أطيييييييير بخفة ورشاقة



ممتلئ بك ،
جلداً ، دماً ، و عظاماً ، و عقلاً و روحاً.
لا مكان لنقص الرجاء ، أو للرجاء .
ليس في هذا الوجود إلاك.
أما أنـا
فطريـقي.. أنــت
أنت الطريق والعارف بالطريق
أنت الخارطة وأنت الحب
كـل الحــب.
فقدت ذاتي لكني أريد أن أكون أكثر فقدانا للذات
وسوف أقول لعينيك : إنما اريد المزيد من الثمل
على فراش منبسط من الحشائش المخضرة أزهو واتمايل

أنسى الكون لحظات وأنفصل لا إراديا عن الواقع .. أريد أن أحيا أنثى .. وحدى .. لكن السعادة ليست وحدة .. كرهت الجميع .. كلهم ضدي وهذا أهون من أن ظلم أحدهم .. جربت الظلم وأكرهه لغيري .. لست جيدة .. لست سوية .. لكن
السعادة بالمشاركة مع أحد
سيكون تعيسا قريبا

أنثى وذكر .. تكون ولا تكون .. شيزوفرانيا عاطفية .. حب ولا حب
قلب بلا قلب .. وإنسان حاضر غائب عن الحقيقة .. جسد يسري فيه تناقضات تجاور الدم .. عالم منتقص من الرحمة .. سأكون أرحم بي من غيري ..
فكرت ذات مرة أن أعقد قراني على نفسي .. فليس أرحم بي مني ولا أعلم بي مني ولا أتمنى لي غيري .. أعرفني جيدا علاقتنا مريحة ومتفاهمة نتحدث كثيرا ..



أضمن أني لن أخونني يوما وإن كنت أكرهني في بعض الأحيان وأهرب مني .. أراني بشعة أحيانا أخرى .. أكذب علي مرات عديدة .. لن أظلمني ولن أخذلني ولن اخالفني الرأي .. حينما يستقر الحوار بيني وبين على شيء أقرره فورا .. أحبني جدا ولن أثق بحب أحد بي إلاي ..

يقولون أن نصفك الآخر معلق بك هو أيضا ويشعر بك فأيما أخطأت الإختيار إما سيعيش معذبا باقي العمر أو سيقترن هو الآخر بنصف لا يخصه وستعيشان أنتما الاثنان معذبين كل منكما مع نصف لا يخصه وهكذا ..
أين يكن الإختيار هو المعضلة .. أريد أن أرقص

الخميس، 28 نوفمبر 2013

عزيزي الجيش المصري .. إنت مرتبط ؟!!


عزيزي الجيش المصري.. إنت مرتبط ؟َ!

عزيزي الجيش المصري سؤالي ليس لغرض سيء (لا سمح الله) لكن بغرض التودد والتقرب شأن الأخريات والآخرين ،ممن رغبن أن يكن سبايا وما ملكت اليمين لكني لن أكون مثلهم



 الجميع بات يخطب ودك هذه الأيام، بدءا بـ"المناضلين القدماء" الذين كانوا دوما يرون الجيش المصري شيئا وقياداته شيئا آخر وبدون ذكر أسماء هم مناضلون في العمل الثوري مثل حمدين صباحي وكمال أبو عيطة وحازمعبد العظيم ، ومعظم الإعلاميين مع "عدم" حفظ الألقاب للجميع لأنهم لايستحقونها وصولا إلى شباب 
الثورة.


الكل يغازلك وهي(جت عليا يعني) ولماذا لا أجرب حظي؟

أعلم إمكانياتك المادية والرسول قال تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذاتالدين تربت ، وأنت تملكهم جميعا مما يجعلك مؤهلا للإرتباط، فعن المال (اللهم لا حسد) معونة عسكرية بقيمة 1.3 مليار دولار منذ عام 1978 أي 45 عاما مضروبة في 1.3 مليارينتج 58.5 مليار دولار وليس طمعا فيها لكن أنك ستوفر لي الحياة والمسكن الملائم والمناسب وتحميني من غدر الزمان وتوفر لأبناءنا حياة كريمة لائقة.

أما عن الحسب والنسب فأنت من أصول أي نعم ليست عريقة فـ"المماليك" كانوا يحتكرون الجيش،ويحرمون المصريون من الانضمام إلي جيش بلدهم، وكانوا يفرضون الضرائب لحمايتهم وحفظ حياتهم وحقوقهم وحماية الحدود المصرية، لكن الآن أصلك وحسبك ونسبك جيد وعريق ويشيدبه الجميع وهذا المهم الآن فلا يهمني ماضيك دعنا نرى المستقبل .



وإذا تحدثنا عن الجمال دعني ألتقط قليلا من أنفاسي المتنهدة، يبدو أنك تغيرت قليلا منذ آخر مرة إلتقينا فيها بعد إشارة تحية شهداء 25 يناير فكان كل شيء يوحي بالشيخوخة ، أما الآن الوضع تغيرتماما ولن أذكر العقيد أركان حرب أحمد محمد محمد على (اللهم صل على النبي) لا إتغيرت يا جيشي وهذا يطمئنني إلى أن السلالة ستكون في تحسن مستمر إذا كانت البداية هكذا.


وعن الدين وهي مسألة وصى عليها النبي فيكفي أن جهادك على الحدود لحماية المال والأرض والعرض ويكفيك فخر نيل الشهادة ( يابختك على الجنة حدف بدون حساب أو عقاب) كم تمنيتها كثيرا.
أرى أنك من السهل أن تقع فريسة خداع بعض المعقدين نفسيا من الصراع على المال والسلطة الأمر الذي بات يهددني شخصيا، أنت تعلم كم تعلقت بك وأحببتك حبًا جمًا ويصعب علي أن أراك تذهب لغيري يتودد لك توددا منفرا ومقززا ومنافقا فما شأنك بروسيا ولماذا صفقة لشراء أسلحة جديدةمنهم وأنا أعلم قدرتك وإمكانياتك أن تستطيع الاستغناء عن الجميع فلديك مهندسين أكفاء جدا و مصانع لا بأس بها.

وأعلم أن زواجك الماضي من سلطة استبدت بنا أكثر من 30 عاما أثر بك وبشخصيتك لكني قلتهاسأنسى الماضي إذا وعدتني بـ"التغيير".

لا تجعل بعض المتشبهين بالالتزام زورا يغرونك بتقربهم المقزز لك لتغيير دفة عواطفك ناحيتهمأعلم أنك "تقيييييل" ولن تقبل بخروجهم الآمن من حياتك.


أعلم أنك ساعدتني و أيدتني كثيرا الفترة الماضية ووقفت بجواري ليس لشيء إلا رضاي، وآذيتني كثيرا ووجهت سلاحك في وجهي عدة مرات قتلتني وقتلت ثقتي بك مرارًا ؛ لكن ارتباطي بك يقويني ويقويك ويعيد الثقة إلينا مجددا بعد وعد منك بعدم العودة لكل ما اقترفته سابقا بحقي وحق عائلتي ، ويبقى السؤال ، إنت مرتبط؟! 


الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

بين الأرض والسما


بشغف وفرحة أمسكت بورقتها و لاحظت درجاتها الـ 29.5 من30 في مادة اللغة الفرنسية ، كان أول اختبار تجتازه في المرحلة الثانوية

اليوم سأثبت لوالدي وأسرتي ومعلميّ أنني على نفس الدرجةمن التفوق التي عليها شقيقتي الكبرى، ليست هي وحدها فقط المتفوقة..

لطالما ظُلمت لهذه المقارنة التي عقدت على مدار 10 سنوات حتى قبيل دخولها للمرحلة الابتدائية لهذا اختارت مسلكا خاصا بها في الدراسة الثانوية يختلف عن مسار شقيقتها حتى تتوقف هذه المقارنة لمرحلة من الزمن تعيش فيها أحلامها وطموحاتها الخاصة ..

أسرعت الخطى وركضت كطفل يريد اللحاق بآخر لعبة يحبها من محل الهدايا .. أمتار قليلة تفصلها عن منزلها ، لم تشعر كم من الوقت سارت أو بالأحرى ركضت فالأرض كانت تطوى تحت قدميها من فرط السعادة ..

لحظات وأقابل أبي الذي كان دوما معي وبجواري في كل اختباراتي منذ بدأتها في المرحلة الابتدائية وكان يستذكر لي دروسي وينتظرني خارج"اللجنة" وفور خروجي يراجع معي الاختبار لنحصد معا الذكريات ..

تصل المنزل فإذا بأناس لم تعتد رؤيتهم سوى في الأعياد والمناسبات الحزينة فقط ، هرج ومرج في المنزل وجميعهم في غرفة والدي .. ماذايفعلون .؟! أهو مريض كما يدعون ؟!

تنظر لورقة الامتحان ذات الدرجة شبه النهائية تحتضنها وتقول.. "أكيد هو عاوز يعرف معزته عندي قد إيه وأنا هفرحه بدرجتي وكفاية انه لم ينتظرني كالعادة بعد الامتحان " ..

مازلت أذكر جملته ليلة أمس "معلوماتك كبرت عليا مش هقدر أذاكرلك اعتمدي على نفسك بقا " .. اعتمد على نفسي !! 10 سنين و إنت المعلم والأب والأم تذاكر لي وتراجع معي دروسي وتسهر ليلة الامتحان وتعملي الساندويتشات وتوصلني للجنة وتستناني ..

لكن الواقع الصادم حينما أتت سيارة الإسعاف لنقله على الفور للمستشفى بعد دخوله في غيبوبة لم يعد يدر من الواقع شيئا ..

مازالت تمسك بورقتها في انتظار عودته سريعا من المستشفى.. فعلها سابقا وذهب إليها مرة وعاد في نفس اليوم ..

سويعات قليلة وكان أحد أقربائي يهاتفنا "تعالوا باباكوا عاوز يشوفوكوا ضروري" ..
ضروري .. لماذا ؟!! أنا لا أفهم شيئا .. هل أجلب معي ورقة الامتحان ؟!!!

ذهبت للمشفى لم أدر ما الذي يحدث أناس يغلب على وجوههم الوجوم والشفقة احتضنونا "أحضان باردة"
نظرات متتبعة ومتتابعة ومختلطة حائرة بيني وبين شقيقتي وأمي التي تبكي بحرقة
أقبلنا على أبي الذي لم يستطع التعرف علينا وكان في واقع غير الذي نعيشه.

عيونً زائغة وجسد نحيل لا يكد يتبين من الفراش حجمه وبشره شديدة البياض وأنفاس متهدجة وصوت متقطع بكلمات غير 

مفهومة بهلاوس "البراق.. أمي .. انتظر .. خضر .."

وأسلاك كهربائية تتبارى للفتك بحلاوة الروح 

لم أفهم هل جُنَ أبي .. !!

استدرت وشقيقتي بعدما قبلناه دقائق وآتانا الخبر " مات"

كيف
هو وعدني بالبقاء بجواري.. أول وعد يخلفه أبي أنا لن أسامحه .. لم يخلف أي وعد معي منذ 
14 عاما هي عمري ..

قطرات صغيرة .. بل عبرات .. عبرت رغما عني حتى إنني لمأشعر بها ولا بجسدي .. عيوني .. أنفي المحترق .. صدري ذو الحساسية هل يتنفس .. بل يصعد ألما ويهبط ذلا..!!


تجمد الزمن للحظات لم أعرف عددها ..

تماسك لم أره في نفسي يوما ..

كل شيء حدث بسرعة وبعد بضع دقائق وجدت نفسي في منزل العائلة الكبير بقريتي .. الكل أصبح جاهزا بملابسه السوداء 

وكأنهم لديهم خبر مسبق.. هل كانوا يعلمون .. أن أبي سيخلف وعده معي !!
كأنني تعريت وأصبحت أشعر ببرد قارص .. لم ينمحي بعد 13عاما ولم أشعر بالدفء حتى في أعتي لحظات الحر شدة . 
ولم أحصل على "أحضان دافئة" بعد أبي!!

دموعٌ عذراء تعاند في الخروج وتستحي أن تكشف على أحد ..

ورقتي بمنزلنا تنتظر وعد لم يتحقق ..

لم أتحدث ولم أتفوه سوى بـ"أنا بخير" وشبح ابتسامة صفراء هلامية منحوتة على شفاهي

الثانية عشر ليلا .. غلبني النعاس من فرط التعب والإرهاق..

وظهرت وأنا أركض بعد الاختبار ممسكة بورقتي والفرحة تتطاير من ملابسي قبل وجهي .. وجدت أبي كالعادة ينتظرني .. بابا أنا جبت 29.5 من30 في الفرنساوي .. ومبتسما أجاب .. وليه مجبتيش 30 .. احتضنته بشدة حضنا دافئا لم أفق منه إلا على صوت خالي .. تعالي بوسي بابا قبل ما يدفنوه ..!!