الأحد، 29 ديسمبر 2013

أريد أن أرقص


إيناس كمال



عن أي فرصة يتحدثون هي ليست فرص، ليست على الإطلاق، أشعر أن قلبي كزجاج نافذة محطم ومهشم لمئات الشظايا، أي يد تحاول لمسه عارية ستجرح، لست أنا من يرضى بتلك المجازفة.. وهي ليست أي مجازفة !!

أنا أيضا إن حاولت لمسه سأجرح ولن يتوقف نزفي !!

دفنت قصة نصف حية .. آلمني أن أراه يتلاعب به .. قلب شاب ولم يشب ..
سأسير في جنازة حبنا، حاملة نعش ذكرياتي معه، مرتدية الأبيض، وفي يدي زهورا لم يهدها لي أقطف وريقاتها متمتمة بتتابع "لم يحبني ، لم يحبني ، لم يحبني ... " بعدها أتلقى العزاء فى وقتٍ أضعته معه..

أصلى صلاة الغائب لقلب يقطر ألما وندما .. ينبوع لا ينضب من الجرح
هو أيضا كنيسة، يحفظ داخله بقايا قلب، قديسة العشق الحلال ، راهبة بمذبح صلاة الحب ، على محرابه ضحايا بل قل بقايا غير متناسقة لتتجمع سويا، تشكل ما تبقى مني ..
أجزاء ليست بأجزاء ليسوا هم من يعلقون مشنوقين في الصباح منحنيٍ الجباه.. بل أنا .. كل مرة .. كل مرة .. كل مرة !! فعلام المرة ؟!

بت أستحل تعذيب نفسي .. تذكيري كل مرة بذات الألم .. مسيح مصلوب .. نزف داخلي .. العذاب جيد والألم أيضا.. فهو يحمي من الخطأ ومن الوقوع في نفس الجُرم مرات أخرى .. لكن .. لا يوجد مرات أخرى.. لكن أريد حقا مرة أخرى !!

مؤلم .. كآلام الشيعة يوم عاشوراء يعاقبون أنفسهم على خطأ لم يرتكبوه .. يجلدون أنفسهم بسياط من حديد أو قل كالصوفيين يوم المولد ..



ﻣﺘﺤﺮﺭﺍ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺭﻏﺒﺎﺗﻲ  
ﺍﺟﻠﺲ ﺳﺎﻛﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻻ‌ﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺟﺴﺪﻱ ﻭﺻﺪﻯ ﺻﺮﺍﺧﻲ ﺍﻟﺼﺎﻣﺖ ﻳﻬﺰ ﺍﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻟﻜﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﺧﺎﺋﻔﺎ ..
ﻷ‌ﻧﻲ ﺍﻋﺮﻑ ﺍﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻟﻦ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺳﻮﺍﻱ
ﻓﻲ ﻧﻮﺭﻙ ﺃﺗﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺃﻋﺸﻖ
ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻟﻚ ﺃﺗﻌﻠّﻢ ﻛﻴﻒ ﺃﻛﺘﺐُ ﺍﻟﺸﻌﺮَ
ﺃﻧﺖَ ﺗﺮﻗﺺ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ ﺣﻴﺚ ﻻ‌ ﻳﺮﺍﻙ ﺃﺣﺪ
ﺇﻻ‌ ﺃﻧﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵ‌ﺧﺮ
ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻫﺬه الأبيات !

بت لا أنظر إلى مرآتي أخاف جدا .. لدرجة كبيرة .. لدرجة الصراخ الصامت حينما أقف أمامها صباحا لتعديل زينتي ..
ذات يوم تهشمت مرآتي بعد أن نسقت زينتي ووليتها ظهري وللعجب تهشمت فوق رأسي .. كأنها إنفجرت من كذبي عليّ وعلى الناس ..

والأعجب أني إلى الآن لم أحاول إصلاحها أو شراء أخرى جديدة .. كأني ارتحت بعد تهشمها فلا أريد أن أرى الحقيقة كاملة يكفي جزء منها يعذبني في الصباح .. بت لا أعرف تفاصيلي جيدا

وكرهت أن أتطلع إلى أية مرآة أو وجه لامع .. زجاج السيارات .. واجهة المحلات .. النوافذ .. شرفات المنزل .. أصرخ بيني و.. بيني .. حينما ألمح سهوا مرآة .. لماذا هذا ؟! لست أدرى .. أخشى شبحا مجهولا يقبع خلف تلك المرايا ..

أصرخ محدثة نفسي بالمرآة .. اخرجي انطلقي اظهري حقيقتك .. لماذا تكذبين وتواري الحقيقة .. أنتي لست أنا .. أين أنا .. لا تخبئيها

أشعر أن فتاة أخرى تلك التي أراها وأشعر أن المرايا تلاحقني عن عمد .. أهرب منها فتظل تلاحقنى .. فقط .. لتعذيبي بي .

ولأدوات الزينة لدي فلسفة أخرى يقولون هي لإظهار جمال الفتاة وليس لتجملها وأنا على العكس أرى أنها ضرورية ومهمة لاخفاء الحقيقة ..
كرهت أن أذهب يومي إلى غرفتي باكرا .. أستجدي النوم بالساعات ولا يأت ..

قصدت باب الرجا والناس قد رقدوا وبت أشكو إلى مولاي ما أجد وقلت يا أملي في كل نائبة يا من إليه لكشف الضر أعتمد



تسلسل يومي اعتدته .. صراخ مكتوم فأنا لا أجيد الصراخ المعلن أتمنى لو أفعلها لكني لا أعلم كيف يصاب صوتي بحشرجة رهيبة حينما أصرخ أو يرتفع صوتي ..

بعد الصراخ .. أبكي حتى تبتل وسادتي .. أسقط بإغماءة نوم أفيق منها على صوت نحيبي وشجبي وتهشم رأسي من فرط الصداع والتعب والإرهاق الذي صار يبدو في كل شيء في..

كيف يمكنني أن أشاركهم جفوني المنتفخة والمتورمة من أثر البكاء عيوني الباهتة من السهر .. والتي تلمع فقط دموعا عنيدة ..
كيف يمكنني أن أشاركهم بشرة شاحبة وباهتة وشفاه بيضاء ووجنتان مثقلتان ..
مرنت شفاهي جيدا فهي تلميذ مطيع، دوما ترسم الابتسامة حتى أصبحت شكلها المعتاد الذي لا أستطيع أنا التمييز بين صدقه وكذبه .. تلميذ جيد تفوق على أستاذه ..
ابتسامة نقشت من حجر لا يستطيع الزمن نفسه تغييرها
أما عيوني فهي على العكس تلميذ عنيد جدا بات يرهقني دوما بالافتضاح .. لكني واثقة أني سأروضها يوما ما ..



بكدب على نفسي وراسم ضحكتين
الأولى ع الشفايف والتانية ع العين
وأخاف لو شفايفي كدبت بحالي
تصرخ عيوني بإني حزين

أضع زينتي كالمقبول به أن يواري لا أحب المبالغة فيقولون دوما الشيء إن زاد عن الحد ينقلب للضد

يقولون أن الشيزوفرانيا هي ازدواج الشخصية كأن تكون بشخصيتين الأولى ظاهرة للعيان والثانية مختفية تظهر في وقت لاحق .. أما انا فأشعر ان شيزوفرانيتي مزدوجة .. محيرة .. جدا !!

فبيني وبيني هناك إثنتان الأولى : الحقيقة التي تخشاني مهما صارحتني تقول الحقيقة وفقط ببشاعتها ودمامتها المفرطة المواجهة مؤلمة وانا أحب الألم .. أما الثانية تكذب علي لتهدهدني وتطمئني
وبين الناس هناك إثنتان أيضا الأولى مدربة جيدا الشفاة المبتسمة والعيون اللامعة من إخفاء البكاء جدار فاصل بين ما تصرخ به شفاهي كاذبة ؛ ضحكة؛ وبين أنين كصوت الناي في المساء ..

أما الثانية فهي العنيدة الصامدة المثابرة الجريئة المنفتحة والمتوردة والملهمة أشياء اعتدت إظهارها للجميع ما ذنب أن أشاركهم حزني وكآبتي وماذنب الأصدقاء ..
مممم الأصدقاء حقا هم الفيتامين الذي لا أستطيع الاستغناء عنه أنسى شخصياتي الاربع وسطهم أهرب مني بينهم اعتدت أن أسامرهم وأنصحهم أكون أختا كبرى إن لزم وصغري إن لزم أحيانا أخرى وأخا أحيانا ثالثة ..

أخ ... مممممم ... حقا ضروري ومهم .. أريد أن أرقص





أمنية تمنيتها منذ نعومة أظافري وبداية معرفتي أني أنثى .. حقا ..
الأنثى موسيقى .. تفرح .. روك أند رول .. تحزن .. كونشرتو جروسو صولو
عبقري هو من يعلم تفاصيل جسد الأنثى وما يعذبه من موسيقى .. منحنياتها تسري كريشندو .. تعزف طربا .. تنزف .. رقصا ..

تحتاج كل أنثى عازف ماهر .. قائد أوركيسترا قلبها وجسدها.. يروض موسيقاها الخاصة .. وحده يملك النوتة الوحيدة لها .. يفك شفرات جسدها .. يعذب ويشجي .. يضحك ويبكي
وحده يعرف متى الفلامنكو ومتى التانجو ومتى الرومانتيك دانس



أريد أن أرقص ..
ما العيب
وما الرقص ..
كالتلفاز .. ملابس ضيقة بيضاء .. حذاء أبيض خفيف .. فراشة تحلق فاردة الأذرع ..
لكن لا يوجد هنا مدراس لتعليم الباليه .. وما العمل L
اعدلي عن الفكرة .. كيف
أنتي قصيرة .. أنتي بدينة .. أنتي من بيئة أخرى غيرهم .. هن منحرفات وساقطات .. لكن ...لا يوجد لكن
حسنا .. رقص شرقي .. عيب ..
ممكن بالأفراح للأهل ..
عيب لي وبالمنزل وحلال للأهل ..
موسيقى أبي ..
النشاط الصيفي مفتوح ..

أوكورديون .. بيانو .. أكسيليفون .. تعلمت سريعا .. تن تيرا تن تيرارا تن تيرارا تن تيرارارارا تن تيرارارا .. مقطوعة "إنت عمري" لأم كلثوم
أنا أغني أيضا بالكورال "ده إنتي بلاد طيبة وقريبة وحبيبة ده إنتي أمل وحنان وقت الخطر أمي بتحملي همي حضنك دفا وأمان ليكي أنا غنيت يا دنيتي وناسي وإذا كنت مرة جنيت حقك على رااااااسي حقك على راااااسي" ... انتهت الاجازة .... دراسة ... مملة جدااا




أمي ..عاوزة أرقص .. عيب .. وما هو اللاعيب ..
كاراتيه .. كونغ فو  ..
ألعاب صبيان وذكور .. أهكذا ينبغي أن أكون .. فتاة شكلا وذكر بالجوهر والمضمون !!!

شطرنج .. أكره الشطرنج أريد لعبا .. أريد موسيقى ورقص .. تعلمي كمبيوتر .. نادي العلوم .. حسنا أنهيت تصنيع كافة الأجهزة به تفحصت كافة الكتالوجات والتصميمات في وقت وجيز .. بت أختلق أجهزة ليس لها كتالوج وعلى مستوى عالي من الصعوبة .. ماذا أيضا ..
علميني جمباز أمي ألم تتعلميه ..



أنا جسدي مرن جدا وأول مرة أجربه بحركات صعبة وأنجح في أصعب حركة .. الخط المستقيم 180 درجة .. والقبة .. الانحناءة الدائرة المغلقة أصابع القدم والرأس .. فلماذا لا تكون باليه بالمرة ! .. ممنوع ... آخر مرة !!
أحلم أني أسير على أطراف أصابع قدمي بجسد خفيف ورشيق وموسيقى كلاسيكية رائعة أتمايل بها وأخطو على أمواجها أنتقل بين كل تفاصيلها لتتخللني .. تمزقني حزنا وفرحا وألما وندما ..

مرات عديدة أتخيلني بصحبة حبيب لي .. قدماي على قدميه .. يداي على كتفيه .. أرتمي على طرف عنقه .. أحتضنه بما لدي من قوة وأراقصه وفي الحضن أقوال أخرى !

في ميلاد جديد غطستُ في الماء و حلقتُ في الهواء،
و حبوتُ على بطني و عدوتُ على قدمي ،
و تشكل سر وجودي كلّه في صورة أظهرت كل ذلك للعيان،
فإذا أنا إنسان.



كبرتي .. أنتي بنت .. وماذا تفعل الفتيات لديكم .. الطاعة .. حاضر ونعم .. انتي متربية .. لا تعاندي ولا تكابري .. انتي بنت ومن عائلة
أريد الخروج .. أنتي بنت .. ألم أكن ذكرا منذ قليل ..
أريد أن أتأخر مثلهم .. أنتي بنت هم ذكور .. أتمنى لو أني ذكر
ليتني كنت ذكرا !!
وماذا عن الدراجة .. كبرتي وأصبحت خطرا عليك مستقبلا ..!!
وكيف تكون الحياة بشخصيتين الأولى أنثى مكبوتة والثانية ذكر معلن يسير بخفة وتؤدة يناطح ويصارع يجري ويركب الدراجات ويلكم يمينا ويسارا يرتدي البنطال والقميص الكاروه .. أريد أن أرقص أريد فستانا أبيض أو زهري بشرائط ستان ..

آنسة .. جندي .. الحب حرام .. الرقص حرام .. الانوثة نفسها حرام .. الكذب حلال .. ثابت .. طريق للعودة وهو نفسه للذهاب .. حافظي على نفسك .. العالم ذئاب ..
كفرت بمذاهبكم جميعها ..

لم يبق لي من تربية ذكورية لمجتمع ذكوري وأنثوية المظهر سوى شعر طويل تفزع أمي حينما تراودني فكرة قصه ، مازلت أحتقظ ببقايا جريمتين له إثر أزمة عاطفية.. حتى أصبحت أنا أخشى قصه .. 



أحب الغناء جدا رغم أني لا أملك عذوبة وحلاوة الصوت إلا أني أغني ليس مهم المهم أن أخرج لحني الخاص العجب أن كل ما أغنيه شجن ليس به أغاني فرح أو رومانسية ، والأعجب أن طوال الوقت أغني أحاول تعويضي أغني أثناء طهيي للطعام أثناء تصفحة الانترنت أثناء الدردشة مع الأصدقاء وأنا أسير وحدي بالطرقات كثيرا لا يهمني هل سيسمعني احد أم لا !!
عليك ان تجرب السير وحدك ليلا في طريق مظلم ،، الأمر كأن تصرخ في غرفة مغلقة الإحكام لا أحد يسمعك بها ، إصرخ كما شئت .. أو غني ..

الغنا حرام !!!!




تنورة ..

أسبح حينما أراها أتخيلني مكان الراقص .. القدم اليسري ثابتة واليمنى تتحرك في تناغم اليد اليمني آخده واليسرى معطية رأسي مائلة .. أسبح في فضاء آخر .. أطيييييييير بخفة ورشاقة



ممتلئ بك ،
جلداً ، دماً ، و عظاماً ، و عقلاً و روحاً.
لا مكان لنقص الرجاء ، أو للرجاء .
ليس في هذا الوجود إلاك.
أما أنـا
فطريـقي.. أنــت
أنت الطريق والعارف بالطريق
أنت الخارطة وأنت الحب
كـل الحــب.
فقدت ذاتي لكني أريد أن أكون أكثر فقدانا للذات
وسوف أقول لعينيك : إنما اريد المزيد من الثمل
على فراش منبسط من الحشائش المخضرة أزهو واتمايل

أنسى الكون لحظات وأنفصل لا إراديا عن الواقع .. أريد أن أحيا أنثى .. وحدى .. لكن السعادة ليست وحدة .. كرهت الجميع .. كلهم ضدي وهذا أهون من أن ظلم أحدهم .. جربت الظلم وأكرهه لغيري .. لست جيدة .. لست سوية .. لكن
السعادة بالمشاركة مع أحد
سيكون تعيسا قريبا

أنثى وذكر .. تكون ولا تكون .. شيزوفرانيا عاطفية .. حب ولا حب
قلب بلا قلب .. وإنسان حاضر غائب عن الحقيقة .. جسد يسري فيه تناقضات تجاور الدم .. عالم منتقص من الرحمة .. سأكون أرحم بي من غيري ..
فكرت ذات مرة أن أعقد قراني على نفسي .. فليس أرحم بي مني ولا أعلم بي مني ولا أتمنى لي غيري .. أعرفني جيدا علاقتنا مريحة ومتفاهمة نتحدث كثيرا ..



أضمن أني لن أخونني يوما وإن كنت أكرهني في بعض الأحيان وأهرب مني .. أراني بشعة أحيانا أخرى .. أكذب علي مرات عديدة .. لن أظلمني ولن أخذلني ولن اخالفني الرأي .. حينما يستقر الحوار بيني وبين على شيء أقرره فورا .. أحبني جدا ولن أثق بحب أحد بي إلاي ..

يقولون أن نصفك الآخر معلق بك هو أيضا ويشعر بك فأيما أخطأت الإختيار إما سيعيش معذبا باقي العمر أو سيقترن هو الآخر بنصف لا يخصه وستعيشان أنتما الاثنان معذبين كل منكما مع نصف لا يخصه وهكذا ..
أين يكن الإختيار هو المعضلة .. أريد أن أرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق