الأربعاء، 14 يناير 2015

راقصة عمياء







تنتظر مرور تلك الثواني المعدودة بتثاقل على قلبها، تتمنى مرورها باشتهاء كتمنيها للموت، بين انتهاء تصفيق الحاضرين لرقصتها المثيرة التي طالما اشتهرت بها وجذبت المعجبين والمغرمين ليس حبا لها بل لجسدها وضحكاتها الرقيعة والساخنة، فاصل زمني رتيب بينها وبين تركها لخشبة المسرح في دلال وغنج..

تودع المعجبين وترفض دعاويهم للسمر والسهر بصحبتهم، تتخبط بين أجساد متلاصقة تنزلق في كؤوس الفودكا والتيكيلا من شدة التعرق من شهوة لا تطفئها آلاف القبلات والأحضان العابرة تلقيها لمعجبيها، تستمر في ابتسامتها العذبة باستمرار حبوها نحو غرفتها، تغلق الباب في إصرار وتتحسس جهاز الكاسيت لتدير محطة القرآن الكريم لينبعث منها صوت عبدالباسط عبدالصمد، كم عشقت صوته.. تدير ظهرها للباب الذي ولجت منه، لتخلع عنها بدلة الرقص في استهتار وغضب..

دقائق معدودة تقضيها بالاستحمام .. هي تعتقد أن الماء الساخن يغسل الهموم ويزيل الذنوب، ببكاء هستيري تحدث نفسها "لا تأخذ مني البصيرة كما أخذت البصر"، تتحسس طريقها لصندق صغير أخفته خلف طاولة تعج بزجاجات الويسكي، تخرج عباءة الصلاة وترتديها ثم تفترش سجادة وثيرة صغيرة وتشرع في الصلاة .. تنهي صلاتها ثم تتعثر بحائط يجاورها .. أخطأت باحتساب إخفاءه عن قبلتها ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق